كلمة خادم الرعية الخوري نعمةالله حديّد في مناسبة إعادة تكريس كنيسة القديسة مورا بعد ترميمها

كلمة خادم الرعية الخوري نعمةالله حديّد في مناسبة إعادة تكريس كنيسة الرعية بعد ترميمها
(بقرزلا في 1 تشرين الأوّل 2023).
صاحب السيادة المطران يوسف سويف، رئيس أساقفة ابرشية طرابلس المارونية السامي احترامه، إخوتي وأخواتي الكهنة والراهبات الأفاضل، أصحاب السعادة النواب الحاليين والسابقين المحترمين، حضرة رؤساء البلديات والمخاتير والمسؤولين الأمنيين والعسكريين المحترمين، سعادة المدراء العامون والهيئات والمنظمات الاجتماعية والانسانية المحترمين، إخوتي وأخواتي أبناء الرعية والبلدات المجاورة الأحباء، أهلاً وسهلاً بكم في بلدتكم ورعيتكم بقرزلا في هذا اليوم التاريخي.
شيّدت هذه الكنيسة سنة 1964 واستغرق ترميمها أربع سنوات أي من شهر تشرين الأوّل 2019 ولغاية اليوم، بدأنا بالترميم قبل قليل من بداية مسيرة الشؤم على كافة الصعد. اليوم يمكننا أن نقول بأنّ أعمال الترميم قد انتهت. ولكن يجب الحفاظ عليها حتى تستمرّ.
ومع ذلك، دعونا نتذكّر أنه في حين أن ترميم الكنيسة انتهى، فإنما بناء الكنيسة كجماعة لا ينتهي أبدًا. يذكرنا القديس بطرس بقوله: “كونوا أنتم أيضًا مبنيين -كحجارة حيّة- بيتًا روحيًّا”. نحن الحجارة الحيّة التي يجب البناء عليها وتقويتها باستمرار لتصبح بيتًا روحيًّا.
وبحسب القديس بطرس نفسه، فإنّ هذا “البناء” الروحيّ لا يتمّ إلا إذا أتينا إلى يسوع المسيح، هو حجر الزاوية الحيّ الذي نُبنى عليه كوطن روحيّ. نُصبح حجارة حيّة فقط من خلال ربط أنفسنا بالمسيح. ودون ذلك، فإننا نصبح حجارة قاسيّة وباردة. تعالوا إلى الرّب. استمدوا منه الحياة. ودعونا نفعل ذلك معًا.
لا ينبغي لأحد أن يُترك “حجرًا” بمفرده. فمع يسوع، يمكن أن تتجمّع حجارة مختلفة، لتقويّة منزل العائلة المشترك. ومن دون يسوع سوف نرمي بعضَنا بالحجارة، أو نرمي الآخر. أظهروا للعالم أنه مع المسيح سيكون لدينا مكان للآخرين، أخوة وأخوات لنا.
لا أريد أن أُطيل الكلام عليكم، ولكن لا بدّ من شكر الله أوّلاً على محبّته اللامتناهية والتي لولاها لما كنّا قد صمدنا في هذه الظروف الصعبة التي واكبت مسيرة الترميم منذ بداية الثورة مروراً بالأزمة الاقتصادية وبجائحة كورونا، تعرّضنا أثناءها إلى الكثير من الانتقادات بحجّة أنه لم يكن الوقت المناسب للقيام بهكذا مشروع ضخم، ولكن بفضل المثلث الرحمة المطران جورج بو جوده ومن بعده سيادتكم على الدعم الروحي والمعنوي وإرشاداتكم تمكّنا من السير قدُماً، الشكر للأستاذ المهندس جوزيف سليمان، ابن الرعية الذي ضحّى وثابر وتابع كافة التفاصيل حتى المملّة منها منذ اللحظة الأولى وحتى الساعة مجاناً وأحياناً من جيبه، خاصة في الوقت الذي كنا منهمكين فيه لإنجاز المشروع في الوقت المحدّد، الشكر لكافة الأيادي البيضاء والنفوس الممتلئة إيماناً بشفيعة الرعية القديسة مورا، والتي طالت اللائحة باسمائهم من مقيمين ومغتربين وبخاصة أبناء الرعية في اوستراليا والذين جعلوني اتّكل أكثر فأكثر على الله وعلى كرمهم وسخائهم وعطاءاتهم حتى تمكنّا من الوصول إلى هذا اليوم المنشود بفضلهم وبفضل بركتكم ورعايتك وحضوركم يا صاحب السيادة لنمجّد الله معاً على ما صنعته أيدينا لتكون هذه الكنيسة فريدةٌ من نوعها في المنطقة والجوار.
عسى أن تكون منارةً روحية وتحفة فنّية ليستمتع فيها الجميع لممارسة الأسرار وشبه الأسرار والتقويات بطريق تليق بالله وبشفيعتنا القديسة مورا وبنا جميعاً، عشتم، عاشت بقزلا، عاشت رعية القديسة مورا، عشتم يا سيدنا وعاش لبنان، وشكراً.
برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان
برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان يقوم قداسة …
