لمناسبة اليوبيل الذهبي الكهنوتي للخوري جميل بو يزبك، ترأس راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر القدّاس الإلهي في كنيسة مار شربل – الفنار
ابرشية بيروت المارونية
لمناسبة اليوبيل الذهبي الكهنوتي للخوري جميل بو يزبك، ترأس راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر القدّاس الإلهي في كنيسة مار شربل – الفنار، احتفل به الخوري بو يزبك وعاونه فيه خادم الرعيّة الخوري روجيه سركيس والخوري إيلي مخول، بمشاركة القيّم العام الأبرشي الخوري جورج قليعاني، والمتقدّم بين الكهنة في قطاع ساحل المتن الخوري مروان عاقوري، والأرشمندريت ساسين غريغوار، ولفيف من الكهنة والآباء، وبحضور عدد من الراهبات، والنائب رازي الحاج، وقائمقام المتن مارلين حداد، وعائلة الخوري بو يزبك وأقربائه وأبناء الرعيّة وبناتها.
وبعد الإنجيل المقدّس، توجّه المطران عبد الساتر في عظته إلى الخوري بو يزبك بالقول: “أبونا جميل، في عظتك الأولى منذ خمسين سنة كتبت كلمات وضعتها على لسان الرب يسوع وهي:
“تعال اتبعني، نعمتي تكفيك!
أنا بحاجة إلى يديك لأتابع بركتي!
أنا بحاجة إلى شفتيك لأتابع تبشيري!
أنا بحاجة إلى جسدك لأتابع آلامي!
أنا بحاجة إلى قلبك لأتابع حبي!”
وهكذا فعلت وعلى مدى خمسين سنة، كلَّ يوم ومن دون ملل ولا كلل. باركت ونشرت الكلمة وتألمت مع الآخرين ومن أجلهم وأحببت من دون تمييز وبمجانيّة مع تفضيل لصغار هذا العالم: المعوزين والمرذولين والمرضى والمحزونين وغيرهم ممّن يسحقهم عالم اليوم بسعيه خلف المال والسلطة والمصلحة الشخصيّة.
كنت الأب لمن يتَّمتهم أنانيَّة الناس وقساوة الحياة، والأخ لمن تركه الجميع لأنَّ لا فائدة منه، والابن لمن يفتقد أولادًا غادروه وما عادوا يسألون. أفنيت عمرك في الإصغاء إلى هموم البعيدين والقريبين، وفي تصفية قلوب ونوايا المتخاصمين، وفي تشجيع المحبطين والخائفين، وفي تعزية المحزونين، وفي تشديد إيمان المتألمين والمجرَّبين. لم تتلكأ يومًا عن فعل الخير ولم تتعب يومًا من فعل الخير.
أبونا جميل، يحبّك الناس لتهذيبك في الكلام والتصرف. يحبّك الناس لتواضعك أمام الصغير قبل الكبير. يحبك الناس لعفتك في النظر وفي خدمتك. يحبك الناس لصدقك وأمانتك. يحبّك الناس لطيبة قلبك وعفويتك وللسلام الذي يشعر به من يلتقي بك ويحادثك. يحبك الناس لعائلتك التي كانت سندًا لك وضحّت بالكثير لتكون أنت الخادم الأمين.
يا أيّها المحتفى به في هذا الصباح، ميزتان فيك تجعلانك مميّزًا بين البشر: الأولى تقواك في خدمة الأسرار والكلمة، هذه التقوى التي أساسها عدم اعتيادك أو استخفافك بحضور الربّ في حياتنا وبعمله الخلاصي، ووعيك المستمرّ لضعفك وصغرك أمام عظمة ما تفعله بنعمة الربّ وباسمه وعظم تأثيره في خلاص البشر. والميزة الثانية: همّك تتميم إرادة الرب دومًا في حياتك وفي طاعتك للكنيسة وللمدبرين فيها لا عن خوف ولا لغاية في نفس يعقوب بل عن قناعة بأنَّ الروح القدس يعمل في الكنيسة وفي كلّ عضو فيها لما فيه خير الجماعة وقداستها.
أيّها العزيز الخوري جميل، كهنة الأبرشية ومطرانها يحبونك وأولاد رعية مار شربل الفنار سيحملونك دومًا وعائلتك في قلوبهم وصلواتهم ليمنحك الربّ طول العمر ويبارك عائلتك ويبعد عنك كلّ شرٍّ. آمين”.
وفي ختام القدّاس الذي خدمته جوقة الرعيّة، كانت كلمة للخوري جميل بو يزبك قال فيها: “أهدي هذا التكريم بدوري للكاهن الأزلي الأوّل الربّ يسوع المسيح.
“ما جئت لأُخدَم بل لأَخدُم” هذا كان شعاري في الكهنوت ولا زال.
خمسون سنة كأمس الذي عَبَر في عينيك يا ربّ. خمسون سنة مملوءة بالنَعم والنِعم. خمسون سنة من الشكر للربّ الذي دعاني على غير استحقاق مني قائلًا لي ولكلّ صاحب دعوة:
تعال، اتبعني “نعمتي تكفيك”.
أنا بحاجة إلى يديك لأتابع بركتي،
أنا بحاجة إلى شفتيك لأتابع تبشيري،
أنا بحاجة إلى جسدك لأتابع آلامي،
أنا بحاجة إلى قلبك لأتابع حبي” وهذا الصوت كان يخط لي معالم الطريق الكهنوتيّة منذ خمسين سنة.
خمسون سنة وأزود ربّ عائلة وخادم رعايا بمحبّة وإخلاص وفرح وكنت على مسافة واحدة من الجميع كما قال مار بولس الرسول “كنت كلًّا للكلّ لأربح الجميع للمسيح”. خمسون سنة وأنا واضع يديّ على المحراث من دون الالتفات إلى الوراء، ونصب عينيّ يسوع المسيح المصلوب فاتحًا ذراعيه داعيًا الجميع لعيش المحبّة والخدمة والغفران والتسامح طريقًا إلى بيت الآب السماوي.
في ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٠٢، كُلّفت بخدمة رعيّة وكنيسة مار شربل وأشرفت على إكمال بناء الكنيسة كما ترون وهذا منتهى فخري واعتزازي بأنني تاجرت بالوزنات بالتعاون مع لجان الوقف على مَرّ الأيام.
أشكر صاحب السيادة على رعايته وترؤسه هذه الذبيحة الإلهيّة، كما أشكر الإخوة الكهنة والأخوات الراهبات، والأهل والأقارب والمعارف والأصدقاء. كما أوجه شكرًا خاصًّا للزوجة الفاضلة المربيّة يولا كرم التي كان لها الدور الكبير في تربية العائلة وتسهيل الخدمة الكهنوتيّة.
شكري الكبير للرعيّة المُحبّة للمسيح التي لا زالت في صلاتي وقلبي وضميري، كما أشكر العزيز الخوري روجيه سركيس ومعاونه الخوري إيلي مخّول على سعيهما الدؤوب لإتمام هذا التكريم لمناسبة خمسين سنة كهنوت بالاستعداد الدائم للخدمة بروح الحكمة والمحبّة والتواضع.
كلّ يوبيل ذهبي ومناسبة روحيّة وعائليّة والجميع بخير.
نعم، “قلبي مستعدّ يا ربّ”، والآن أعلن وأصلّي ما أعلنه وصلّاه سمعان الشيخ “الآن أطلق يا ربّ عبدك بسلام لأنّ عينيّ قد أبصرتا خلاصك” وفرحك وعنايتك ومحبّتك، وبالشكر تدوم النِعم بعد كلّ النَعم. آمين ثمّ آمين”.
من جهته، قال الخوري روجيه سركيس في كلمته إنّ “احتفالنا باليوبيل الذهبي للخوري جميل بو يزبك هو عربون شكر للربّ على عطيّة كهنوت الخدمة وتقدير للخوري جميل الذي عاش كهنوته بصدق وتفانٍ وشهادة أمام الجماعة المؤمنة والجسم الكهنوتيّ. ولهذه المناسبة، تقدّم الرعيّة إلى الخوري جميل أيقونة التواضع وهي أصدق تعبير عن حضوره المحبّ والمتواضع بين أبناء وبنات رعيّة مار شربل الفنار. وأيضًا نقدّم للخوري جميل بو يزبك بركة التمسناها من قداسة البابا فرنسيس للمناسبة وجاء فيها: إنّ قداسة البابا فرنسيس يضفي من القلب البركة الرسوليّة إلى الخوري جميل بو يزبك بمناسبة اليوبيل الخمسين للسيامة الكهنوتيّة. فلتشمل هذه البركة أفراد العائلة والأقارب وكل الذين يتحدون معه بفعل الشكران إلى الربّ على نعمه وعلى عطيّة الكهنوت. ويستمطر غزير النِعم السماويّة من أجل الخير الذي حققه، ولتدفق عليه أنوار مواهب الروح القدس بشفاعة الكليّة الطوبى مريم العذراء كيما يبقى كهنوته على الدوام أيقونة وانعكاسًا لكهنوت المسيح الذي ما جاء ليُخدَم بل ليَخدُم ويبذل نفسه من أجل الكثيرين”.
وبعد القدّاس الإلهي، تقبّل الخوري جميل بو يزبك التهاني في صالون الكنيسة محاطًا بالمطران عبد الساتر والكهنة وعائلته.
حملة صحية لكاريتاس لبنان في مغدوشة
حملة صحية لكاريتاس لبنان في مغدوشة نَظَمت رابِطة كاريتاس لبنان حَملة صحية في المجمّع الرا…