يوليو 2, 2024

“بطرس كان يهوديًا وبولس كان رومانيًا جمعتهما الغيرة الرسوليّة للكرازة بالمسيح”: المطران إدوار ضاهر

"بطرس كان يهوديًا وبولس كان رومانيًا جمعتهما الغيرة الرسوليّة للكرازة بالمسيح": المطران إدوار ضاهر

تيلي لوميار/ نورسات

إحتفلت رعيّة القدّيسين بطرس وبولس للروم الملكيّين الكاثوليك في البترون بعيد شفيعيها، بقدّاسٍ ترأّسه المطران إدوار ضاهر، راعي أبرشيّة طرابلس والشمال للروم الملكيّين الكاثوليك، عاونه فيه الآباء الياس البستاني، الأب بولس مارديني، الأب يوحنّا الحاج بطرس، بحضور فاعليّات ورؤساء جمعيّات ومؤسّسات وحشد من المؤمنين.

بعد قراءة الإنجيل، حيّا المطران ضاهر “كلّ مسيحيٍّ مؤمنٍ، وملتزمٍ، وغيورٍ على خدمة الكنيسة والنفوس” وألقى عظةً بعنوان “يا سمعان بن يونا، أتحبّني”، مّما جاء فيها: “تعتبر مناسبة الاحتفال بهذا العيد حدثًا مهمًّا في الكنيسة وبخاصّة في بطريركيّة إنطاكية وسائر المشرق التي يُعتبَر بطريرُكها خليفةً في كرسيّه للرسولين العظيمين اللذين يعتبران بحقّ، هامَتَي الرسل ومؤسِّسَي الكنيسة، كان الرجلان مختلفين في كثير من الأمور، فبولس كان رومانيَّ الجنسيّة وذا ثقافة عالية، في مجال الشريعة، ومن عائلةٍ ذاتِ نسبٍ رفيع، أمّا بطرس فأتى من عائلةٍ متواضعة، وكان يهوديًّا بسيطًا شبهَ أمّي يزاول مهنةَ صيدِ السمك”.

تابع المطران الضاهر قال: “إلّا أنَّ ما جمع هذين العظيمين هو اندفاعَهُما العظيم وغيرتَهما وتحمّلَهما المشاق في سبيل البشارة، ومحبّتَهما خصوصًا لبعضِهما البعض، واستشهادَهما في سبيل إيمانها. لذا قليلًا ما نراهما إفراديًّا في أيقوناتٍ مخصّصةٍ لكلٍّ منهما وغالبًا نراهما إمّا في عناقٍ محبٍّ أو يحملان مجسّمًا يمثّل الكنيسة”…

أضاف المطران ضاهر: “الفرق بينَهما شاسعٌ، فالرسول بطرس تتلمذ، منذ البدايةِ، بإخلاص للمسيح وكان شاهدًا على ما كان يحدث حول معلّمه، منذ بدء خروجه إلى الكرازة، وحينما ضعف وأنكر يسوع، ندم ووثق برحمة سيّده وثبّت “الصخرُ” حياته على محبّة مسيحه وعند استحقاق الشهادة الأخيرة، لم يقبل أن يصلب مثل معلّم فصلب رأسًا على عقب.  

بينما بدأ بولس عدوًّا للمسيح وخصمًا له، لأنّه لم يكن يؤمن به كمسيّا فبات مضطهدًا للمسيحيّين. لكنّ المسيح اجتذبه في طريقه إلى دمشق لمزيدٍ من الاضطهاد في حقّ الكنيسة الحديثة الولادة، وهو، أي بولس، كان صادقًا كعادته، وأطاع الحبّ اللائم له اضطهادَه وبعد اعتماده، اشتعل حبًا ليسوع واتّقد غيرة على نشر بشراه السارّة وما عاد حيًّا بل صار “المسيح حيٌّ فيّ” وعند استحقاق الشهادة الأخيرة، فصلوا رأسه عن جسده.  

كان بطرس أوّل من يعترف بالمسيح كابنِ الله، كالإله الذي جاء إلى الأرض بجسده ليكون تجسّدًا للمحبّةِ الإلهيّة ويبذل حياته لخلاص العالم.

أمّا بولس فقابله بعد فترة من الوقت فأصبح إنسانًا مختلفًا تمامًا بعد ذلك اللقاء. بذل حياتِه كلّها ليبشّر بالمسيح المصلوب والقائم، بحسب قوله: “إن لم يكن المسيح قد قام، فباطلةٌ كرازتُنا وباطلٌ أيضاً إيمانُنا” (1كو 15: 14).  

“يمكن فهم هذا الكلام بسهولة: فلو لم يكن المسيح قد قام، لوجدنا أنفسَنا نعيشُ في كذبٍ وخيالٍ، في عالمٍ غير حقيقيّ، في عالمِ الهذيان”.

وتابع: “الطريقة التي اجتذب الربّ يسوع بها شاول المضطهِد للكنيسة ليحوّله إلى بولس، رسول الأمم، حملته على أن يشدّد في رسائله، على رحمة الله تجاهَ جميع البشر، بما أنّه اختبر هذه الرحمة المعطاة للجميع من دون شرط. ورأى أن صليبَ المسيح هو مجدُ الله ووسيلةُ الفداء ومصالحةُ الناس مع الله ومع بعضهم البعض”…

وختم المطران كلمته مصليًّا لأجل كلّ من كان لهم تعب في كنيسة القدّيسين بطرس وبولس في البترون ومن يحملون اسم بطرس وبولس.  

‫شاهد أيضًا‬

غانا: كبار رؤساء الرهبانيّات في “مسيرة الصلاة البيئيّة” بشأن التعدين غير القانونيّ

تيلي لوميار/ نورسات قدّمت أبرشيّة أكرا في غانا ورؤساء الجمعيّات الرهبانيّة في البلاد التما…