البابا لاوُن الرابع عشر يستقبل المشاركين في لقاء حول مستقبل العائلة ينظمه مجلس أساقفة أمريكا اللاتينية والكاريب

الفاتيكان نيوز
اليوبيل والرجاء والعائلة، كلمات ثلاث أراد قداسة البابا التأمل فيها خلال توجيهه كلمة إلى المشاركين في لقاء حول مستقبل العائلة ينظمه مجلس أساقفة أمريكا اللاتينية والكاريب الذين استقبلهم اليوم.
استقبل البابا لاوُن الرابع عشر اليوم الجمعة ١٩ أيلول سبتمبر المشاركين في لقاء حول مستقبل العائلة ينظمه مجلس أساقفة أمريكا اللاتينية والكاريب. وعقب ترحيبه بضيوفه وإعرابه عن سعادته لاستقبالهم في بيت القديس بطرس، بيت الكنيسة حيث علينا أن نشعر بأنفسنا كعائلة كبيرة، أشار قداسته إلى أنهم قد تحاوروا خلال هذا اللقاء بأسلوب سينودسي متأملين في بعض المواضيع التي تؤثر على الحياة العائلية، وأضاف أن عيش السينودسية في العائلة يتطلب السير معا متقاسمين المشقات والأفراح، والتحاور باحترام وصدق بين جميع أعضاء العائلة بانفتاح على الإصغاء.
ثم توقف قداسة البابا عند الموضوع محور اللقاء وقال إنه ينطلق منه ليقترح على الحضور ثلاث كلمات: اليوبيل، الرجاء والعائلة. وفي تأمله في الكلمة الأولى قال الأب الأقدس إن اليوبيل في العهد القديم كان يشير إلى العودة إلى أصول عدالة الله ورحمته. واليوم علينا أن نقرأ هذه العودة كدعوة إلى العودة إلى مركز حياتنا، إلى الله ذاته، إله يسوع المسيح. وواصل البابا لاوُن الرابع عشر أن اليوبيل يدعونا أيضا إلى التفكير في جذورنا، في الإيمان الذي تلقيناه من آبائنا، في الصلاة المواظبة لجداتنا وحياتهن الصادقة والبسيطة والنزيهة كخميرة للكثير من العائلات والجماعات. ومنهن نتعلم أن يسوع هو الطريق والحق والحياة وأن فيه نجد الفرح الحقيقي، قال قداسة البابا، فرح معرفتنا أننا في بيتنا، في المكان الذي يجب أن نكون فيه.
وتابع الأب الأقدس حديثه عن اليوبيل متوقفا عند يوبيل الرجاء منتقلا هكذا إلى الكلمة الثانية. وقال إن هذا اليوبيل هو مسيرة نحو لقاء الحقيقة أي الله نفسه. وذكَّر قداسته بأن يسوع وفي بداية رسالته قد وصف اليوبيل باعتباره سنة نعمة، كما وقد دعا التلاميذ عقب القيامة إلى العودة إلى الجليل. وواصل البابا لاوُن الرابع عشر محذرا من السقوط في خطر أن نُقِيم حياتنا على ضمانات بشرية وتطلعات دنيوية، وقال إنه يمكن في الحياة الاجتماعية ترجمة هذا الميل إلى مجرد تدبير الحال حسبما كان يقول القديس بييرجوروجو فراساتي. أشار الأب الأقدس من جهة أخرى إلى وعينا بما هناك اليوم من تهديدات للكرامة وللعائلة مثل المشاكل المتعلقة بالفقر وعدم توفر العمل والتمكن من الاستفادة من الخدمات الصحية، الانتهاكات التي يتعرض لها الأشخاص الأكثر ضعفا، الهجرة والحروب. تحدث قداسته بالتالي عن مسؤولية المؤسسات العامة والكنيسة في البحث عن طرق لتعزيز الحوار وتقوية العناصر التي تساعد الحياة في العائلة وتربية أعضائها.
وفي هذا السياق، واصل قاسة البابا منتقلا إلى الكلمة الثالثة أي العائلة، يمكننا أن نعتبر العائلة عطية وواجبا، ومن الضروري إنماء المسؤولية المشتركة للعائلات وريادتها في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية معززين إسهامها الثمين في الجماعة. وأضاف الأب الأقدس أن الله في كل ابن وفي كل زوجة وفي كل زوج يوكلنا إلى ابنه وإلى أمه كي نكون معا، وكما هو الحال مع القديس يوسف، أساسا وخميرة وشهودا لمحبته وسط البشر، وكي نكون كنيسة بيتية ومكانا تتقد فيه نار الروح القدس وينتشر الدفء، يقدم مواهبه وخبراته من أجل الخير المشترك داعيا الجميع إلى العيش في الرجاء.
هذا وذكَّر البابا لاوُن الرابع عشر بعظة البابا القديس بولس السادس في الناصرة حين دعا إلى اتباع مَثل العائلة المقدسة لمرافقة الآخر ودعمه في الصمت والعمل والصلاة كي يحقق الله فيه مشروع محبته. وهذه هي المحبة التي تتجسد في كل حياة تولد في الإيمان من خلال المعمودية، قال البابا لاوُن الرابع عشر، وتُمسح لإعلان سنة النعمة هذه للجميع وتلتقي يسوع في القربان المقدس وفي سر المغفرة، وتتبعه في الرسالة ككاهن أو أب مسيحي أو مكرَّس، وصولا إلى اللقاء النهائي، إلى وجهة رجائنا.
وفي ختام كلمته أراد قداسة البابا توجيه دعوة إلى الالتزام وإلى ذلك الفرح الذي غمر التلاميذ لدى لقائهم يسوع القائم الذي جعلهم يعلنون اسمه في كل الأرض. وتضرع البابا كي تكون عائلاتنا أنشودة رجاء صامتة قادرة على نشر نور المسيح بحياتها كي يبلغ فرح الإنجيل، وكما كتب البابا فرنسيس، أقاصي الأرض ولا تُحرم من نوره أية ضاحية.
الرّاعي من بعبدا: لم يعد الوقت مناسبًا للحرب… كفانا!
تيلي لوميار/ نورسات زار البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي رئيس الجمهوري…
