البابا لاوُن الرابع عشر يستقبل أعضاء اللجنة اللاهوتية الدولية

فاتيكان نيوز
كانت أهمية عمل اللجنة للاهوتية الدولية محور كلمة البابا لاوُن الرابع عشر اليوم الأربعاء خلال استقباله أعضاء اللجنة لمناسبة اجتماعها السنوي العام.
استقبل البابا لاوُن الرابع عشر صباح اليوم الأربعاء ٢٦ تشرين الثاني نوفمبر أعضاء اللجنة اللاهوتية الدولية لمناسبة الاجتماع السنوي العام للجنة. وأعرب في بداية كلمته عن أنه، وإن كان يعرف الكثير منهم، يسعده لقاؤهم للمرة الأولى منذ انتخابه كخليفة للقديس بطرس على سدة كنيسة روما في خدمة وحدة الكنائس كافة. وتابع قداسته متحدثا عن الاجتماع السنوي باعتباره فرصة لتوجيه الشكر إليهم جميعا، وأيضا إلى من سبقهم في هذه الخدمة، وأشار إلى أن اللجنة قد تأسست استجابة للتجديد الذي حدده المجمع الفاتيكاني المسكوني. وقال الأب الأقدس إن اللجنة اللاهوتية الدولية التي أسسها سنة ١٩٦٩ البابا القديس بولس السادس قد قامت بعملها بفطنة ويقظة حسبما ذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني سنة ١٩٨٢ في الإرادة الرسولية “السنة الثالثة عشرة” التي منح بها اللجنة وضعها الثابت والنهائي. وأراد البابا لاوُن الرابع عشر تجديد هذا التثمين للجنة ثم شكر أعضاءها على سرعة نشرهم للوثيقة التي قدموها للكنيسة لمناسبة مرور ١٧٠٠ سنة على انعقاد مجمع نيقية. ووصف الأب الأقدس الوثيقة التي تحمل عنوان “يسوع المسيح، ابن الله، المخلص” بالهامة مؤكدا ثقته في أنها ستحفز المزيد من الدراسات من أجل تقدم الحوار المسكوني. ثم ذكَّر قداسته بأنه سيبدأ غدا الخميس زيارته الرسولية إلى تركيا ولبنان والتي سيتوجه خلالها إلى إزنيك، أي نيقيا، للاحتفاء بذكرى هذا الحدث الهام والتضرع إلى الرب طالبا عطية الوحدة والسلام لكنيسته.
وواصل البابا لاوُن الرابع عشر مشجعا ضيوفه على مواصلة الرسالة التي أوكلها إليهم الكرسي الرسولي، وأضاف أنه يهتم مثل أسلافه وفي نور المجمع الفاتيكاني الثاني بالتمييز حول المستجدات التي تطبع مسيرة العائلة البشرية، وخاصة العوامل الجديدة في حياة الكنيسة لأنها أمور تسائلنا بإلحاح كشعب الله كي نعلن بأمانة مبدعة النبأ السار الذي أعطاه الله أبونا للعالم من خلال ربنا يسوع المسيح. وتابع الأب الأقدس أن شهادتنا ليسوع التي نقدمها في كل حقبة تتجدد بالروح القدس الذي يهبه الله بغير حساب والذي ينير العقول ويوقد في قلوبنا المحبة كي نغير التاريخ حسب مشيئة الله المُحبة. ومن هذا المنطلق، تابع قداسة البابا، فإن اللجنة اللاهوتية الدولية عليها واجب تقديم تعمقات وتوجيهات لدائرة عقيدة الإيمان ولمجمع الأساقفة الذي يترأسه البابا.
وأراد الأب الأقدس بالتالي دعوة ضيوفه إلى الاستفادة من موارد هامة، إلى جانب الحزم في المنهج اللاهوتي، فتحدث أولا عن كاثوليكية الإيمان وذكَّر بحديث البابا القديس يوحنا بولس الثاني عن أن أعضاء اللجنة اللاهوتية الدولية بحكم كونهم من بلدان مختلفة وتَعاملهم بالضرورة مع ثقافات شعوب مختلفة يعرفون بشكل أفضل المشاكل الجديدة والتي هي كما الوجه الجديد لمشاكل قديمة، ويمكن لهم بالتالي أن يلمسوا بشكل أفضل تطلعات وعقلية بشر اليوم. وأعرب البابا لاوُن الرابع عشر عن الرجاء في أن تغتني تأملات ضيوفه بفضل الخبرات الكثيرة للكنائس المحلية.
وواصل قداسة البابا متحدثا عن نقطة أخرى وهي أهمية الحوار متعدد التخصصات والعابر لها مع المعارف والكفاءات المختلفة، فهذا أيضا واجب ضروري وواعد، قال البابا. وتابع مستعيرا كلمات البابا فرنسيس في الدستور الرسولي Veritatis gaudium عن ضرورة وضع كل المعارف وجعلها تتخمر في فسحة النور والحياة التي تقدمها المعرفة النابعة من الوحي الإلهي. وهكذا فإن عملكم، قال البابا لأعضاء اللجنة، يصبح لا فقط مفيدا بل ضروريا من أجل مواصلة البشارة وسط الشعوب والثقافات بصدق وفعالية.
مورد هام آخر تحدث عنه البابا لاوُن الرابع عشر هو محاكاة الحكمة الشغوفة لمعلمي الكنيسة والذين ارتبطت لديهم دائما دراسة اللاهوت بالصلاة والخبرة الروحية. ففقط في حياة متماشية مع الإنجيل يتحقق الالتصاق بالحقيقة الإلهية التي نؤمن بها ما يجعل شهادتنا ورسالتنا تتمتعان بالمصداقية. وذكَّر الأب الأقدس في هذا السياق بحديث البابا فرنسيس عن أنه حين يفكر في اللاهوت فإنه يفكر في النور، وأن اللاهوت ليس عملا في الخفاء وذلك لأنه يُظهر نور المسيح وإنجيله. وذكَّر البابا لاوُن الرابع عشر بأن المسيح هو نور العالم، وتابع أن على اللاهوت واجب عكس ونشر النور الدائم للمسيح. هذا وذكَّر البابا لاوُن الرابع عشر أيضا بما كتب البابا بندكتس السادس عشر في الرسالة العامة “المحبة في الحقيقة” حين ذكر أن الإفراط في تجزئة المعرفة وانغلاق العلوم الإنسانية تجاه الميتافيزيقيا والصعوبات التي تواجه الحوار بين العلم واللاهوت كلها أمور مُضر ليس فقط لتطوير المعرفة، بل لتنمية الشعوبِ أيضا، لأن حدوث هذا إنما يشكل حاجزا يَحول دون رؤية خير الإنسان المتكامل بمختلف أبعاده.
نشاط البطريرك الرّاعي لليوم الجمعة في بكركي
تيلي لوميار/ نورسات إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي في الصّرح …
