‫‫‫‏‫59 دقيقة مضت‬

البابا: يدعونا هذا العيد لكي نؤمن كما آمنت مريم، ونعطي موافقتنا السخية للرسالة التي يدعونا الربّ إليها

فاتيكان نيوز

“إنّها لعطية عظيمة أن نحتفل بعيد العذراء مريم سيّدة الحبل بلا دنس، ولكنها عظيمة أيضًا عطية المعموديّة التي نلناها! رائعة هي “نعم” أمّ الربّ، ويمكن لـ “نعمنا” نحن أيضًًا أن تكون كذلك، إذا جدّدناها يوميًا بأمانة، بامتنان وتواضع ومثابرة، في الصلاة وأعمال المحبة الملموسة” هذا ما قاله قداسة البابا لاوُن الرابع عشر في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي في عيد الحبل بلا دنس بالبتول الطوباوية مريم.

بمناسبة عيد العذراء مريم سيّدة الحبل بلا دنس تلا قداسة البابا لاوُن الرابع عشر ظهر اليوم الاثنين صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الاب الأقدس كلمة قال فيه: نحتفل اليوم بعيد الحبل بلا دنس بالبتول الطوباوية مريم. نحن نُعبِّر عن ابتهاجنا الغامر لأنّ الآب السماوي شاء أن تكون “مُحصّنة تمامًا من وصمة الخطيئة الأصلية”، مفعمة بالطهارة والقداسة، لكي يوكل إليها، لخلاصنا، بـ “ابنه الوحيد… الذي أحبّه كنفسه”.

تابع الأب الأقدس يقول لقد وهب الربّ مريم نعمة استثنائية: قلبًا نقيًا بغير دنس، تمهيدًا لمعجزة أعظم: مجيء المسيح المخلّص إلى العالم في هيئة إنسان. وقد علمت العذراء بهذا الأمر، بذهولٍ يليق بالمتواضعين، من تحية الملاك: “افرحي، يا ممتلئة نعمة: الربّ معك”، وأجابت بإيمان قائلة “نعمها”: “ها أنا أمة الربّ: فليكن لي بحسب قولك”.

أضاف الحبر الأعظم يقول وتعليقًا على هذه الكلمات، يقول القديس أوغسطينوس: “مريم آمنت، وفيها تمّ ما آمنت به”. إنّ عطيّة ملء النعمة في فتاة الناصرة قد أثمرت لأنّها، بحريّتها، قبلتها وعانقت مشروع الله. فالربّ يعمل دومًا بهذه الطريقة: يهبنا عطايا عظيمة، ولكنّه يتركنا أحرارًا في قبولها أو رفضها.

تابع الأب الأقدس يقول لذلك يضيف أوغسطينوس: “فلنؤمن نحن أيضًا، لكي ما قد تمّ [فيها] يعود بالنفع علينا نحن أيضًا”. هكذا، فإنّ هذا العيد، الذي يجعلنا نفرح بالجمال الطاهر لوالدة الإله، يدعونا أيضًا لكي نؤمن كما آمنت هي، ونعطي موافقتنا السخية للرسالة التي يدعونا الربّ إليها.

أضاف الحبر الأعظم يقول أمّا المعجزة التي حدثت لمريم في حبلها، قد تجدّدت لنا في المعموديّة: إذ غُسلنا من الخطيئة الأصلية، صرنا أبناء لله، ومسكنًا وهيكلًا للروح القدس. وكما استطاعت مريم، بنعمة خاصة، أن تقبل يسوع في نفسها وتهبه للبشر، كذلك “تسمح المعمودية للمسيح أن يحيا فينا ولنا أن نحيا متحدين به، لكي نتعاون في الكنيسة، كلٌّ بحسب حالته، على تحويل العالم”.

تابع الأب الأقدس يقول أيّها الأحباء، إنّها لعطية عظيمة أن نحتفل بعيد العذراء مريم سيّدة الحبل بلا دنس، ولكنها عظيمة أيضًا عطية المعموديّة التي نلناها! رائعة هي “نعم” أمّ الربّ، ويمكن لـ “نعمنا” نحن أيضًًا أن تكون كذلك، إذا جدّدناها يوميًا بأمانة، بامتنان وتواضع ومثابرة، في الصلاة وأعمال المحبة الملموسة، من أروع التصرفات إلى الواجبات والخدمات الأكثر اعتياديّة ويوميّة، لكي يُعرف يسوع ويُقبل ويُحبّ في كلّ مكان، ويصل خلاصه إلى الجميع.

وختم البابا لاوُن الرابع عشر كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لنطلب هذا اليوم من الآب، بشفاعة العذراء مريم سيدة الحبل بلا دنس، بينما نصلّي معًا بالكلمات التي هي نفسها آمنت بها أولًا.

وبعد الصلاة حيا الأب الأقدس المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقال إلى كلٍّ منكم، أيها الأحبّاء من أهل روما والحجاج الكرام، أُعطيكم موعدًا هذا المساء في ساحة إسبانيا، حيث سأتوجه لتأدية الإكرام التقليديّ للعذراء الطاهرة. إلى بشفاعتها، نُوكل صَلاتنا الدائمة من أجل السلام. أتمنى لكم جميعًا عيدًا هانئًا ومُشرقًا بنور أمّنا السماويّة. إلى اللقاء!

‫شاهد أيضًا‬

الرّاعي من بعبدا: لم يعد الوقت مناسبًا للحرب… كفانا!

تيلي لوميار/ نورسات زار البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي رئيس الجمهوري…