سبتمبر 9, 2025

إطلاق رابطة قدامى ثانويّة راهبات القدّيسة تريزيا – أميون برعاية المطران يوسف سويف

برعاية وحضور رئيس أساقفة أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف السامي الاحترام، أطلقت ثانويّة راهبات القدّيسة تريزيا – أميون رابطة قدامى المدرسة خلال حفل دعت إليه إدارة الثّانويّة، مساء الخميس ٤ أيلول ٢٠٢٥.
وجاء في كلمة سيادته:
“أيّها الأحبّاء القدامى الجدد ليس فقط قدامى، ولكن قدامى يُجدّدون محبتهم وإنتماءهم إلى هذه النِعَم التي عاشوها بهذا الصرح.
أنا أوّلاً أشكر الربّ على هذا الحدث وعلى تأسيس رابطة قدامى ثانويّة السانت تريز في أميون، وهذا يدل أنّ هذه الشعلة التي كانت متّقدة بقلوبكم خلال المراحل الدراسيّة وخلال التنشئة لا تزال مليانة حبّ وفرح وعرفان جميل، هذا أهم شيء الـ”عرفان الجميل”، لكل شيء إختبرتموه وعشتموه خلال السنوات التي هي جداً أساسيّة بحياتنا بحياة كل إنسان.
لا شكّ أنّ هذه الخطوة مهمّة جداً وأنا من خلال ما سمعته من كلمات ومن شهادات ومن مشاعر وأفكار وخواطر حقيقةً رأيت أنّ هذه الخطوة الجديدة التي تُضاف إلى إختبار المدرسة التي هي من أولى إنجازات الرهبنة، نشكر الربّ على هذا المؤسِّس العظيم رجل الله الخورأسقف عقل الذي فكّر أن يرسل لأبرشيّتنا بتلك الأيام راهبات ينطلقون برسالتهم في لبنان حتى يكون عندهم حضور بمنطقتنا، بالكورة، بكل منطقة الجبّة والشمال حتى يواكبوا الشباب والصبايا، أولاً كانوا صبايا وفيما بعد شباب، شباب وصبايا، إنطلاقاً من قناعة أنّ الإنسان بدون الكلمة يكون هيكلاً فارغاً، والإنسان مع الكلمة يصبح إنساناً يتوق إلى الكمال وإلى الحبّ وإلى القداسة. والكلمة بالنسبة للمؤسِّس وبالنسبة للراهبات الذين مشوا بعد هذا التأسيس، الكلمة هو الربّ الذي صار جسداً وحلّ بيننا، بقلوبنا، بالبشريّة، بالمجتمع الإنساني حتى يُحوّل هذا الهيكل إذا فَرِغَ بسبب خطيئة الإنسان أن يمتلئ ويتجدّد بروح الله، بالروح القدس ويُنير عقل الإنسان وفكر الإنسان وينطلق الإنسان بمشروع الحياة ليشهد لهذا الكلمة الإله يسوع من خلال الكلمة البشريّة التي نُسمّيها العلم والتنشئة والتعليم والتربية والثقافة، لأنّه إذا كانت كل هذه الأبعاد فارغة من الكلمة، الكلمة الأُقنوم الثاني يكونوا مناح ولكن يبقى هناك نقص يكتمل هذا النقص بالمسيح الذي أتى ليُكمّل، ليُكمّل، ليُحقّق مشروع حبّ الله لآب للإنسان.
لذلك نشكر الربّ على وجود هذه المدرسة بأبرشيّتنا بمنطقتنا من سنة 1947 وليس قليل، من 1947 لدينا راهبات جاؤوا إلى هذه المنطقة، أُرسِلوا من قِبَل المؤسِّس حتى يعيشوا مشروع الكلمة التي تتجسّد بالتربية، بالخدمة، بالحضور، بالمحبة، بالعطاء، بالتفاني، جاءت الراهبات وهذه كانت بدايات الجمعية حتى يكونوا حقيقةً الخادمات، الراهبة هي الخادمة، الراهبة التي تكرس قلبها وفكرها وجسمها وكليّتها للرب حتى تخدمه من خلال الانسان، الراهبة يعني هي الحبّة في الانجيل كما قال الرب إنّ حبّة الحنطة إنّ لم تقع وتمت في الأرض تبقى واحدة أمّا إذا ماتت أعطت ثمارًا كثيرة، أنظروا الى الثمار الجميلة التي وصلت اليها، اليوم انطلاقة بالثمار جديدة لهذه المدرسة، لهذه التضحية، لهذا التعب، لهذا الزرع الذي هو رابطة القدامى.
في الواقع يعني نحن إذا فكرنا قليلاً نقول ما قيمة لبنان بدون مدرسة؟ ما قيمة لبنان بدون هذه الواحة التي من خلالها التعليم هو تربية ونموّ كامل وشامل للإنسان في كل أبعاده. في الكلمات وأنا أستمع رأيت أن هناك تكامل لأن رابطة التي حددتمهوها بشكل واضح يا أمّنا الرئيسة وضعت الرؤية كما سمعنا، وكما رأيت في هذا التعبير الفنّي الجميل من التلميذات الحديثات العهد أنها تربية حتّى ينمى الانسان بالمعرفة والعلم والنجاح المهني والحياتي والإجتماعي فتأتي الرابطة لتنشر هذه الذهنيّة والثقافة. ولكن أهمّ هو التواصل والتفاعل، هذا شيء مهم جدًا، لأن في هذه العمليّة هناك تشغيل الإنتماء للمكان الذي طبع حياتكم، ثانيًا هناك عمليّة دعم ونشر لروحانيّة العائلة “التيريزيّة” وبرأي هذا أمر عظيم جدًا، انشاء هذه العائلة “التيريزية” وروحانيتها نحن اليوم بأمس الحاجة لها، في مجتمع أصبحنا نبحث به عن المركز، تريزيا المتواضعة التي تعيش بصمت وثبات ومركزها كان بصمتها، وارتفاعها كان بتواضعها، وعظمتها كانت بالبساطة اليوميّة التي كانت تعيشها، لذلك نحن بحاجة للروحانيّة “التيريزيّة” في عالم اليوم صار فيه سبق، الانسان يسابق أخيه الانسان في البيت في العائلة في الضيعة في المجتمع في الأوطان، وكأنّ الهدف هو السبق للوصول الى الانسان، للوصول الى الخير، للوصول الى الحبّ، للوصول إلى اله الحبّ، الذي هو شعار تريز العظيم، دعوتي هي الحبّ في العالم، كم نحن بحاجة الى هذه الروحانيّة ال”تيريزيّة”، أكيد نتسابق ونتنافس لأجل الحبّ، لأجل الخير، لأجل الإنسان، ليعمّ في قلبه السلام، من يفكر بهذا اليوم؟ نحن في بلدنا وفي هذا الشرق الأوسط الذي لا يفكّر سوى بالحروب والصراعات والسرقة والنهب والفساد والبدكن ياه، نحن نعيش ونحن نتألّم من هذه الخيارات الهدّامة للإنسان، نحن بحاجة لروحانيّة القديسة تريز، روحانية التي تقول أنا مكتفي، مكتفي بالرب، مكتفي بالقليل، مكتفي بما يعطيني ايّاه ربّنا، وأن أفتخر بعطايا الربّ. وكلّ ما أعطاني إيّاه الربّ هو ليس لي فقط بل لأتقاسمه مع الآخرين. هذه الروحانيّة تعاش على المستوى الصغير ولكن إذا عشناها على المستوى الكبير هناك وطن اسمه تضامن الانسان مع الانسان، وطن اسمه الأخلاقيات، وطن اسمه الادارة الذاتيّة، لذلك أرى هذه الحاجة الكبرى لإنشاء واطلاق اليوم بنعمة ربنا هذه الرابطة، التى أتمنى لها كل خير وكل نجاح، وأنا شعرت أنكم تأثرتوا ولأنّكم تأثرتوا، هذه المدرسة طبعتكم بروحانيّة القديسة تريز الانجيليّة المبنيّة على كلمة الله لامست قلوبكم وأفكاركم، انتم قلتم نعم حتّى تنطلقوا وتبشروا وتجمعوا. هذه الشخصيات التي رأيتها في هذا الفيديو وأنا أكيد أنكم أمام كلّ مبادرة ستجدون تجاوب لأننا رأينا في الفيديو وسمعنا بالصوت د. جميل الصديق أن السنتين التي عاشها في السانت تريز غيروا حياته وأدخلوه في العمق الايماني، وصار ينظر الى الصليب و من خلال النظر الى الصليب أصبح ينظر الى كل الانسان ووجه كل انسان يرى يسوع المسيح، عندما أنتهي سنختم بصلاة، وأريد أن أشكر الرب على الراهبات الذين عندما يدعوني لا أعلم كيف ألبّي، أترك كل شيء وآتي لان أجد هنا الحب والفرح، أولا هذا الثوب الأبيض جميل وهناك شيء في العمق خاصة انني عندما كانت كاهن شابا عشنا معًا أشياء جميلة، رسالات انطلقنا من بلدة الى اخرى وأعرف كم لديكم من روح البساطة والخدمة. ما من أحد كامل لكن في عمق العمق هناك بساطة الانجيل التي نحتاجها.
ألف مبروك. الشكر للرب، الشكر لهذه المبادرة لنبقى الى الابد قدامى وسنكون جميعا في صلاتنا هذه المبادرة والشكر للهيئة التأسيسيّة وللقدامى الحاضرين والذين سيحضرون يوما ما.
#أبرشيةطرابلسالمارونية #مكتب_الاعلام #محلّيات

‫شاهد أيضًا‬

البابا: حجاج الرجاء هو برنامج حياة، والرجاء هو المشاركة

فاتيكان نيوز في المقابلة العامة اليوبيلية البابا يذكِّر بأن “يسوع ينتظرنا ويُشركنا ف…