افادات لمندوبي الرعايا الذين شاركوا في دورة تنشئة برعاية وحضور راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة
برعاية وحضور راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر، احتفل المركز الراعوي الأبرشي بتوزيع افادات لمندوبي الرعايا الذين شاركوا في دورة تنشئة “عمّال بحقل الربّ”، في نسختها الثامنة، التي جرت بالتعاون مع جامعة الحكمة – كليّة العلوم الدينيّة واللاهوتيّة، وذلك بحضور مسؤول المركز الراعوي الأبرشي الخوري بيار الشمالي، ولفيف من كهنة الرعايا، وعدد من الراهبات، ومنسقة راعويّة العمل الاجتماعي السيدة رامونا البعينو ديب، ورئيس جامعة الحكمة البروفسور جورج نعمة، وعميد الكليّة الخوري طانيوس خليل، ورئيسة مدرسة القديس كسفاريوس لراهبات القلبين الأقدسين – الحدت الأخت لبيبة مبارك، ورئيسة مدرسة الحكمة- بيروت السيّدة نادين أبي راشد إسبر، وجمع من أبناء الرعايا وأهل المشاركين في الدورة.
وفي كلمته، توجّه المطران عبد الساتر إلى الحاصلين على الإفادات بالقول: “الاحتفال يفرح القلوب وحماسكم ورغبتكم في العمل الاجتماعي يفرحان القلوب أيضًا. أشكركم على محبّتكم للرب أوّلًا وللكنيسة ولأولاد الكنيسة. اعلموا أنكم في خدمتكم ستكونون قريبين من الرب لأنكم ستعملون ما كان يعمله مع صغار هذا العالم. وإذا واجهتم أشخاصًا عابسين لا يريدون أن تقتربوا منهم أو لا يقدّرون الخدمة التي تقومون بها، لا تحزنوا بل افرحوا لأنكم تتشبهون بيسوع المسيح الذي يحمل الصليب من أجل خلاص العالم. أشكر كلّ من تعب في هذه الدورة من معلّمين ومعلّمات ومنشّئين وكل من حضّر هذا الاحتفال. على أمل أن نعود ونلتقي في احتفالات مماثلة وأن نلتقي بأشخاص يرغبون في أن يخدموا كنيستهم وصغار هذا العالم بكل تجرد وفرح”.
من جهته، أكد الخوري بيار الشمالي أننا “نحتفل اليوم بانجاز عظيم، حيث نشهد تخرج مجموعة جديدة من المنشطين في العمل الاجتماعي في نسختها الثامنة تحت عنوان” عمال في حقل الرب”. ومهما تعددت وجوه العمال في هذا الحقل فنحن نبقى على ثقة بان الله دومًا سوف ينمي الزرع.
معا” نبذل جهدًا يتلاقى مع رؤية راعي الأبرشيّة المطران بولس عبد الساتر السامي الاحترام واصراره على إحداث فرق إيجابي في حياة الآخرين، بصورة خاصة هؤلاء من قست عليهم ظروف الحياة وباتوا يعيشون على هامش الطريق.
ان نظرة الرحمة التي تعمّ قلبكم يا صاحب السيادة تجاه اخوتنا هؤلاء الصغار، تقودنا لرؤية ملامح المسيح في وجوههم وتحثنا على اندفاع اكبر للتضامن معهم بصورة خاصة من خلال تنظيم خدمتنا الاجتماعية في قلب الرعايا. ورغبتكم في أن تكون كل رعايا الابرشية تستفيد من دورات التنشئة للعمال الاجتماعيين، خلق دينامكية جديدة حيث صار اكثر من ٦٠ رعيّة من رعايا ابرشية بيروت تقوم بالخدمة الاجتماعية من خلال لجان تعمل مع الكهنة في سبيل خدمة افضل.
أيها الخريجون،
لقد اخترتم مسارًا مميزًا يحمل في طياته رسالة سامية و اهداف نبيلة. لقد بذلتم جهدًا كبيرًا لتطوير مهاراتكم و معرفتكم، البعض منكم خلال السنة المنصرمة و البعض الاخر على مدى سنتين متتاليتين.
ان العمل الاجتماعي هو رسالة حب وعطاء وانتم تمثلون هذا العطاء بابهى صورة.
في هذا المساء المميز، نتذكر بان النجاح الحقيقي لا يقاس بعدد الشهادات التي نحصل عليها، بل بمدى تأثيرنا الايجابي في حياة من حولنا. انتم بفضل تفانيكم اصبحتم سفراء للخير والمحبة. وتستحقون كل التقدير والاحترام.
اتوجه بالشكر لكل من ساهم في تحقيق هذا الانجاز، اخص بالذكر كهنة رعاياكم الذين انتدبوكم لهذه الخدمة، اشكر السيدة كوزيت نخله على كل جهد بذلته، وكل المحاضرين الذين واكبوكم. شكر كبير لإدارة الجامعة وعلى رأسها البروفسور جورج نعمه وكل فريق العمل بصورة خاصة السيدة فاديا شرفان، وشكر من القلب للسيدة رامونا ديب التي تم تعيينها من قبل راعي الابرشية مسؤولة عن راعويّة العمل الاجتماعي. شكرًا لكل ما قمت وستقومين به لوضع هذه الخدمة ضمن رؤية متجددة تتلاقى اكثر واكثر مع حاجات الأبرشيّة.
أمّا السيّدة رامونا البعينو ديب، فلفتت في كلمتها إلى أنّه “إنطلاقًا من نهجِكُم السّباقُ يا صاحبَ السّيادةِ، بعيشِ مفاعيلِ السينودسِ وتوجيهاتِه وبخاصةٍ في العملِ التعاونيّ والفريقيّ المشتركِ بين الكهنةِ والعلمانيّاتِ والعلمانيّينَ في الكنيسةِ وفي جميعِ مؤسّساتِها، كان التغييرُ ملموسًا في رعايا الأبرشيّةِ وجامعةِ، ومدارسِ الحكمةِ، وذلك تجسيدًا لروحِ الشركةِ والشّراكةِ والرّسالة. وما تعييني من قِبل سيادتِكم للخدمةِ كمنسّقةٍ لراعويّة العملِ الاجتماعيّ في الأبرشيّة إلّا تعبيرًا عن إيمانِكم برسالةِ الكنيسةِ وانحنائِها على جراحاتِ كلِّ إنسانٍ، لذا أودُّ أنْ أعبِّرَ لكم عن مشاعري البنويّةِ والشّكرِ والامتنانِ لثقَتِكم الّتي أوليتُمونَها لي، وأدعو اللهَ أن يساعدَني ويرافقَني بصلواتِكم وبركتِكم لكي أتمكّنَ من المساهمةِ في تحقيقِ الأهدافِ المنشودة.
فمنذُ البدايةِ، كان لتوجيهاتِكم الحكيمةِ ورؤيتِكم النيّرةِ الأثرَ الإيجابيَّ في تطوّرِ ونموِّ هذه الرّاعويّة. مثَلُكم المتواضعُ ودعمُكم المستمرُّ وإيمانُكم بأهميّةِ العملِ الرّاعويّ الاجتماعيّ قد ألهمَنا جميعًا لبذْلِ أقصى جهودِنا ، وتقديمِ أفضلِ ما لدينا لخدمةِ كنيستِنا. ممّا يعكِسُ رؤيتَكم السّاميةَ واهتمامَكم العميقَ برعايةِ وخدمةِ الإنسانِ بكرامةٍ في قلبِ المجتمعِ والكنيسة.
وقد أكدَّ السينودسُ، في هذا المجالِ، على دورِ العلمانيّينَ كجُزءٍ لا يتجزأ منْ جسمِ الكنيسة. فهم ليسوا مجرّدَ متلّقينَ للخدماتِ الكنَسيّةِ، بل هم شركاءٌ حقيقيّون في نشْرِ الأنجَلةِ الجديدة.
- ممّا يعني تفعيلًا كاملًا لإمكاناتِ الكنيسةِ، من خلالِ دمجِ خبُراتٍ متنوِّعةٍ ورؤى متعدّدةٍ، تساهمُ جميعُها في بناءِ مجتمعٍ أكثرَ تماسكًا ومحبّة.
- وممّا يعزّزُ أيضًا الشعورَ بالانتماءِ ويُعطي الفرصةَ لكلِّ فردٍ لإسهامٍ حقيقيٍّ في بناءِ الكنيسةِ وخدمتِها.
لذا أدعو جميعَ أفرادِ مجتمعِنا الكنسيّ إلى المشاركةِ الفعّالةِ والانخراطِ في الرّاعويّاتِ والجماعاتِ المختلفةِ في الرّعايا. لنعملَ معًا بروحٍ واحدةٍ وقلبٍ واحدٍ، كي نستطيعَ أن نحافظَ على كرامةِ الانسانِ عَبرَ خلقِ تغييرٍ إيجابيٍّ وتقديمِ شهادةٍ حيّةٍ عن محبّةِ المسيح في عالمِنا.
هذه الأسسُ نستقيها منكُم يا صاحبَ السّيادةِ ونعيشُها في عملِنا التنسيقيّ وبخاصةٍ مع مديرِ المركزِ الرّاعويّ الأبرشيّ الخوري بيار الشمالي الّذي أشكُرُه على دعمِهِ وتفانيه والتزامِه العميقِ بخدمةِ الكنيسةِ والأبرشيّةِ، وتوفيرِ البيئةِ المناسبةِ لنموِّ راعويّةِ العملِ الاجتماعيّ.
أعزّائي الخرّيجين
يسعدُني ويشرّفُني أن أكونَ معَكُم اليومَ في هذه المناسبةِ، مناسبة تخرُّجِكم من دورةِ تطويرِ مهاراتِ أعضاءٍ لجانِ العملِ الرّاعويّ الاجتماعي. لقد كان من دواعي سروري أن أكونَ جُزءًا من رِحلتِكم التعليميّةِ والتدريبيّةِ، وقد رأيتُ تفانيَكم والتزامَكم الّذي أظهرتُموه طَوالَ فترةِ الدورة.
فهذه الدورةُ لم تكنْ مجرّدُ مجموعةً من المحاضراتِ والوِرشِ العمليّةِ، بل كانت منصّةٌ لبناءِ العَلاقاتِ وتبادُلِ الخبراتِ والمعرفة. أنتُم الآنَ مجهّزون بأدواتٍ ومهاراتٍ جديدةٍ ستساعدُكم على تحقيقِ تغييرٍ إيجابيٍّ ومُستدامٍ في رعاياكم. تعلّمتُم كيفيّةَ التعاملِ مع التّحدياتِ الاجتماعيّةِ بروحِ الفريقِ والتعاونِ، وكيفيّةِ تقديمِ الدّعمِ والمساعدةِ لأولئكَ الّذينً هم في أمسِّ الحاجةِ إليها.
إنّ الدورَ الّذي ستقومونَ به كأعضاءٍ في لِجانِ العملِ الرّاعويّ الاجتماعيّ لهوَ دورٌ بالغُ الأهميّة. فأنتم تمثّلونَ الأملَ والرحمةَ والإنسانيّةَ في أبهى صورِها. من خلالِ عملِكم، ستُسهِمونَ في تحسينِ حياةِ الكثيرين. إنّكُم الأيدي الحانيةُ الّتي تمتدُّ لتخفيفِ الألمِ وتقديمِ العون.
أودُّ أنْ أذكِّرَ كلَّ واحدٍ منكُم أنّ هذه التنشئةَ هي مجرّدُ بدايةٍ. فالتعلّمُ والتطويرُ لا يتوقّفانِ هنا، بل هما عمليةٌ مستمرةٌ. احرصوا دائمًا على البحثِ عنِ المعرفةِ الجديدةِ، والاستفادةِ من كلِّ فرصةٍ لتطويرِ مهاراتِكم وقدراتِكم. كونوا قدوةً حسنةً في عائلاتِكم ومجتمعاتِكم، وكونوا مصدراً للإلهامِ والدّعم.
لذا أقولُ لكم: أنتم فخرٌ لنا، ونحنُ على يقينٍ بأنّكُم ستقومونَ بدورِكم على أكملِ وجهٍ بالتّعاونِ الوثيقِ مع كهنةِ الرّعايا الّذين أرسلوكم لهذه الخدمةِ والّذين سيدعمونَكم من أجل تحقيقِ رسالةِ المحبّة.
وأخيرًا، يسعدُني أن أتوجّهَ بخالصِ الشّكرِ والتّقديرِ لكلّ مَن ساهَم في إنجاحِ هذه التنشئة. فنجاحُنا اليومَ هو ثمَرَةُ جهودٍ مشتركةٍ وتعاونٍ صادقٍ من قِبَلِ الكثيرين.
فالشكُرُ للقيّمينَ على هذا الصرحِ الجامعيِّ لاحتضانِهم لنا وتوفيرِهم كلّ ما نحتاجُه للنجاحِ. لقد كانت الجامعةُ مكانًا رائعًا لتعزيزِ المعرفةِ وتبادُلِ الخُبُراتِ، ونُقدّرُ دعمَها وتعاونَها المستمرَّ في توفيرِ بيئةٍ مثاليّةٍ للتعلُُّمِ والنموّ.
والشُكرُ الجزيل للأساتذةِ والمدّربينَ الّذينَ قدّموا خبراتِهم ومعرفتَهم بسخاءٍ. فأثروا عقولَ المشاركينَ بأفكارِهم ورؤيتِهم الثاقبة. والشكرُ على تفانيهِم وحرصهِم على تحقيقِ أعلى مستوياتِ الجودةِ في التدريب.
والشّكرُ الأكبرُ هو للمشاركينَ في هذه التنشئة. فقد أظهروا التزامًا كبيرًا وحماسًا ملحوظًا، وتفانياً في التعلُّمِ والاستفادةِ من كلِّ فرصةٍ، عكَسَ رغبتَهم الحقيقيّةَ في خدمةِ مجتمعِهم ورعاياهم والكنيسةِ بفعاليّةٍ وإخلاص.
والشّكرُ العميم للمتطوعينَ الّذينَ بذلوا جَهدَهم بكلّ تفانٍ وإخلاص. فهم الجنودُ المجهولون الّذين عمِلوا بصمتٍ خلف الكواليس، وساهموا في تنظيم كلّ الأنشطةِ وبخاصّةٍ هذا الحفل.
لكم جميعًا، أقول: شكرًا وألفُ شكرٍ من القلب. فبفضلِ جهودِكم وتعاونِكم، حقّقنا هذا الإنجازَ الرائعَ الّذي نفتخرُ به جميعًا. ونتمنى لكم المزيدَ من النجاحاتِ والتوفيقِ في كلِّ ما تقومون به.
والشُكرَ الأوّل والأخير لكم يا صاحب السيادة، لأنّكم تباركونَ اليومَ عماّلَ حقلِ الرّبّ وترسلونَهم لأنّ الحصادَ كثيرٌ والفعلةَ قليلون، متذكّرينَ أنّ الله لا ينظرُ إلى عظمَةِ عملِنا، بل إلى حبِّنا الّذي نسكُبُه بخدمتِنا”.
الحفل الذي استهلّ بصلاة وترانيم، تخلّله شريط مصوّر لشهادات المشاركين في الدورة، ومقطوعة موسيقيَّة من أدائهم، واختتم بتوزيع الإفادات.
عيد دخول سيّدتنا مريم العذراء إلى الهيكل
الرسالة إلى العبرانيّين 2 : 14 – 18 3 : 1 – 6 يا إخوتي، بِمَا أَنَّ الأَب…