أغسطس 7, 2024

الأربعاء الثاني عشر من زمن العنصرة

الإنجيل اليومي

سفر أعمال الرسل 28 : 1 – 10

يا إِخوَتِي : لَمَّا نَجَوْنَا، عَرَفْنَا أَنَّ ٱلجَزِيرَةَ تُدْعَى مَالطَة.
وأَظْهَرَ لَنَا أَهَالي ٱلجَزِيرَةِ عِنَايَةً إِنْسَانِيَّةً نَادِرَة، فَأَضْرَمُوا نَارًا وَدَعَوْنَا جَمِيعًا لِنَسْتَدْفِئ، لِشِدَّةِ مَا أَصَابَنَا مِنَ ٱلمَطَرِ وَٱلبَرْد.
وجَمَعَ بُولُسُ حِزْمَةً مِنَ ٱلحَطَب، وأَلْقَاهَا في ٱلنَّار، وَمِنْ شِدَّةِ ٱلحَرَارَةِ نَشَبَتْ أَفْعَى، وتَعَلَّقَتْ بِيَدِهِ.
ولَمَّا رأَى ٱلأَهَالي ٱلحَيَّةَ عَالِقَةً بِيَدِهِ، قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُم: «لا شَكَّ في أَنَّ هذَا ٱلرَّجُلَ قَاتِل، فقَدْ نَجَى مِنَ ٱلبَحْر، ومَا تَرَكَهُ ٱلعَدْلُ ٱلإِلهِيُّ يَحْيَا!».
فَنَفَضَ بُولُسُ ٱلحَيَّةَ في ٱلنَّار، ولَمْ يَمَسَّهُ أَيُّ أَذَى.
أَمَّا هُم فكَانُوا يَنْتَظِرُونَ أَنْ يَتَوَرَّمَ جِسْمُهُ، أَو أَنْ يَقَعَ فَجْأَةً مَيْتًا. ولَمَّا ٱنْتَظَرُوا طَوِيلاً ورَأَوا أَنَّهُ مَا أُصِيبَ بِسُوء، تبَدَّلَ رَأْيُهُم وأَخَذُوا يَقُولُون: «إِنَّهُ إِله!».
وكَانَ في جِوارِ ذلِكَ ٱلمَكَانِ مَزْرَعَةٌ لِبُبْلِيُوسَ حَاكِمِ ٱلجَزِيرَة، فَٱسْتَقْبَلَنَا وأَضَافَنَا كأَصْدِقَاءَ لَهُ مُدَّةَ ثَلاثَةِ أَيَّام.
وكَانَ وَالِدُ بُبْلِيُوسَ طَريحَ ٱلفِرَاش، مُصَابًا بِحُمَّى وإِسْهَالٍ شَدِيد. فَدَخَلَ بُولُسُ إِلَيْه، وصَلَّى، ووَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْه، فَشَفَاه.
وعَلى أَثَرِ ذلِكَ، أَخَذَ جَمِيعُ ٱلَّذِينَ بِهِم أَمْرَاضٌ في ٱلجَزِيرَةِ يأْتُونَ إِلَيْه، فيُشْفَوْن.
فأَكْرَمُونَا كُلَّ ٱلإِكْرَام. ولَدَى إِقْلاعِنَا، زَوَّدُونَا بِمَا نَحْتَاجُ إِلَيْه.

إنجيل القدّيس لوقا 13 : 6 – 9

قالَ الربُّ يَسوعُ هذَا المَثَل: «كَانَ لِرَجُلٍ تِينَةٌ مَغْرُوسَةٌ في كَرْمِهِ، وَجَاءَ يَطْلُبُ فيهَا ثَمَرًا فَلَمْ يَجِدْ.
فقالَ لِلكَرَّام: هَا إِنِّي مُنْذُ ثَلاثِ سِنِين، آتي وَأَطْلُبُ ثَمَرًا في هذِهِ التِّينَةِ وَلا أَجِد، فٱقْطَعْهَا! لِمَاذَا تُعَطِّلُ الأَرْض؟
فَأَجابَ وَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّد، دَعْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا، حَتَّى أَنْكُشَ حَوْلَهَا، وَأُلْقِيَ سَمَادًا،
لَعَلَّها تُثْمِرُ في السَّنَةِ القَادِمَة، وَإِلاَّ فَتَقْطَعُها!».

النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية 2007)

القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 – 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة

بحث حول إنجيل القدّيس لوقا

شفاءٌ في يوم السّبت، رمزٌ لإتمام الخلق

ثمرتا التينة

في طبيعة هذه الشجرة ما يكفي لإقناعكم أكثر بأنّ هذه المقارنة ترسم لنا صورة الهيكل.

فإن ألقيتم نظرة عن كثب، ستجدون أنّ قوانين هذا النوع مختلفة عن قوانين الأشجار الأخرى. فالأشجار الأخرى تزهر قبل أن تحمل ثمارها، وتعلن عن الثمار الآتية من خلال وعد الزهرة؛ هذا النوع وحده يحمل الثمار منذ البداية بدل الزهر.

في الأشجار الأخرى، تسقط الزهرة وتظهر الثمار؛ في هذا النوع، تسقط الثمار لتترك مكانها للثمار. هكذا، فإنّ هذه الثمار الأولى تظهر مكان الزهر؛ وكونها لم تعرف نظام الطبيعة في ولادتها المبكرة، فهي لا تستطيع المحافظة على ميزة الطبيعة. هكذا، حين تتغطّى الأشجار الأخرى بالبياض في بداية الربيع، التينة وحدها لا تتغطّى بالزهر، ربّما لأنّه لا يمكن انتظار النضوج من هذه الأنواع من الثمار.

لأنّ ثمارًا أخرى تظهر، فتسقط هذه عن الشجرة؛ تصبح ساقها الضعيفة يابسة وتترك مكانها لتلك التي سيكون النسغ مفيدًا أكثر لها. لكن يبقى بعض الثمار النادرة التي لا تسقط، كونها نمت على ساق قصيرة، بين عضيدين: مغطّاة مرّتين ومحميّة كما في أحشاء الطبيعة الأم، فقد غذّاها نسغ كثيف وسمح لها بالنمو.

هكذا، فإنّ طبيعة هذه الشجرة تشير إلى ميزة الهيكل، مثمرة في نموّها الثاني- لأنّنا من سلالة آباء الكنيسة- فيما يقارَن اليهود بالثمار الفاسدة لأنّ قلبهم القاسي ورأسهم العنيد لم يسمحا لهم بالتوصّل إلى حالة ثابتة.

إن ماتوا وسقطوا من هذا العالم ليولدوا مجدّدًا من خلال نعمة العماد، سيكونون حينئذٍ مثمرين.

ما قيل عن اليهود يجب أن يحثّنا على الاحتراس بشأن أنفسنا، خشية أن نُعدّ من أبناء الكنيسة بدون استحقاق، نحن المباركين كالرمّان (راجع حج 2: 19)، الذين يجب أن نحمل ثمارًا داخليّة، ثمار الحشمة، ثمار الوحدة، ثمار المحبّة المتبادلة، كوننا موجودين في حشا أمّنا الكنيسة نفسه، كي لا يفسدنا الهواء، أو يؤذينا البرد، أو تحرقنا نار الطمع أو تفصلنا الرطوبة والأمطار.

‫شاهد أيضًا‬

الكاردينال زيناري يعلق على التطورات في حلب ويدعو إلى تحييد المدنيين

موقع الفاتيكان نيوز مع تجدد القتال في مدينة حلب السورية أجرت وكالة ADNKRONOS الإيطالية للأ…