يونيو 3, 2024

الاثنين الثالث من زمن العنصرة

الإنجيل اليومي

سفر أعمال الرسل 5 : 34 – 42

يا إِخْوَتي، قَامَ في المَجْلِسِ فَرِّيسِيٌّ ٱسْمُهُ جَمْلِيئِيل، عَالِمٌ بِٱلتَّوْرَاة، مُحْتَرَمٌ لَدَى ٱلشَّعْبِ كُلِّهِ، وأَمَرَ بِإِخْرَاجِ أُولئِكَ ٱلرِّجَالِ وَقْتًا قَلِيلاً،
ثُمَّ قَالَ لَهُم: «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلإِسْرَائِيلِيُّون، إِحْذَرُوا لأَنفُسِكُم مِمَّا أَنْتُم مُزْمِعُونَ أَنْ تَفعَلُوهُ بِهؤُلاءِ ٱلرِّجَال!
لأَنَّهُ قَبْلَ هذِهِ ٱلأَيَّامِ قَامَ ثُودَاسُ وٱدَّعَى أَنَّهُ شَخْصٌ عَظِيم، فٱنْحازَ إِلَيْهِ نَحْوُ أَرْبَعِمِئَةِ رَجُل؛ وقُتِل، فَتَفَرَّقَ جَميِعُ ٱلَّذِينَ ٱنْقَادُوا لَهُ، ولَمْ يَبْقَ لَهُم أَثَر!
وبَعْدَ ثُودَاس، قَامَ يَهُوذَا ٱلجَلِيليُّ في أَيَّامِ ٱلٱكْتِتَاب، وجَرَّ شَعْبًا وَرَاءَهُ؛ وهذَا أَيْضًا هَلِكَ، وجَمِيعُ ٱلَّذِينَ ٱنْقَادُوا لَهُ تَشَتَّتُوا.
وٱلآنَ أَقُولُ لَكُم: إِبْتَعِدُوا عَنْ هؤُلاءِ ٱلرِّجَالِ وَٱتْرُكُوهُم. فَإِنْ كَانَ هذَا ٱلرَّأْيُ أَو هذَا ٱلعَمَلُ مِنَ ٱلنَّاس، فَسَوفَ يُنْقَض.
أَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ ٱللهِ فَلَنْ تَقْدِرُوا أَنْ تَنْقُضُوه، لِئَلاَّ تَجِدُوا أَنفُسَكُم في حَرْبٍ مَعَ ٱلله!». فَٱقْتَنَعُوا بِرَأْيِهِ.
وٱسْتَدْعَوا ٱلرُّسُل، فَجَلَدُوهُم، وأَمَرُوهُم أَلاَّ يَتَكَلَّمُوا بِٱسْمِ يَسُوع، ثُمَّ أَطْلَقُوهُم.
أَمَّا هُم فَذَهَبُوا مِنْ أَمَامِ أَعْضَاءِ ٱلمَجْلِسِ فَرِحِين، لأَنَّهُم وُجِدُوا أَهْلاً لأَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ ٱسْمِ يَسُوع.
وكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ في ٱلهَيْكَلِ وفي ٱلبُيُوت، لا يَنْفَكُّونَ يُعَلِّمُونَ ويُبَشِّرُونَ بِٱلمَسِيحِ يَسُوع.


إنجيل القدّيس يوحنّا 16 : 5 – 11

قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «الآنَ فَأَنَا ذَاهِبٌ إِلى مَنْ أَرْسَلَنِي، ولا أَحَدَ مِنْكُم يَسْأَلُنِي: إِلى أَيْنَ أَنْتَ ذَاهِب؟
ولكِنْ لأَنِّي كَلَّمْتُكُم بِهذَا، مَلأَ الحُزْنُ قُلُوبَكُم.
غَيْرَ أَنِّي أَقُولُ لَكُمُ الحَقّ: خَيْرٌ لَكُم أَنْ أَمْضِي. فَإِنْ لَمْ أَمْضِ لا يَأْتِ إِلَيْكُمُ البَرَقْليطُ المُعَزِّي. أَمَّا إِذَا ذَهَبْتُ فَإِنِّي سَأُرْسِلُهُ إِلَيْكُم.
وهُوَ مَتَى جَاءَ يُوَبِّخُ العَالَمَ عَلى الخَطيئَةِ وفي أَمْرِ البِرِّ والدَّيْنُونَة.
أَمَّا على الخَطيئَةِ فَلأَنَّهُم لا يُؤْمِنُونَ بِي.
وأَمَّا في أَمْرِ البِرِّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلى الآب، ولَنْ تَرَونِي مِنْ بَعْد.
وأَمَّا في أَمْرِ الدَّيْنُونَةِ فَلأَنَّ سُلْطَانَ هذَا العَالَمِ قَدْ أُدِين.

النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)


الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن (1801 – 1890)، كاهن ومؤسّس جماعة دينيّة ولاهوتيّ

عظة بعنوان: “وجود الرّب يسوع الرّوحي في الكنيسة”

«إِنَّه خَيرٌ لَكم أَن أَمضي فَإِن لم أَمضِ، لا يَأتِكُمُ المُؤيِّد. أَمَّا إِذا ذَهَبتُ فأُرسِلُه إِلَيكُم»

إنّ الرّب يسوع المسيح هو حقًّا معنا بأي طريقة كان ذلك. فهو قد قال: “هاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم” (مت 28: 20) … قد تميلون إلى إعطاء التّفسير التّالي لذلك: “أنّ الرّب يسوع قد عاد، لكن بالرُّوح؛ روحه هو الذي عاد مكانه؛ وعندما يُقال أنّه معنا، فهذا يعني فقط أنّ روحه معنا”. ولا يمكن لأحد بالطبع أن ينكر أنّ الرُّوح القدس أتى؛ لكن لماذا أتى؟ هل ليحلّ محلّ غياب الرّب يسوع المسيح أم ليحقّق حضوره؟ لا شكّ في أنه أتى ليجعله حاضرًا. لا نفترضنّ أبدًا أنّ الله الروح القدس يمكنه أن يجيء بحيث يبقى الله الابن بعيدًا. كلاّ، لم يأتِ الرّوح لكيلا يأتي المسيح، إنّما بالأحرى قد أتى لكي يتمكّن الرّب يسوع المسيح من أن يأتي من خلال مجيء الرُّوح. إنّنا، بالرُّوح القدس، ندخل في اتّحاد مع الآب والابن…

لقد كتب القدّيس بولس في رسالته إلى أفسس: “وبِالمسيحِ أَنتُم أَيضًا تُبنَونَ معًا لِتَصيروا مَسكِنًا للهِ في الرُّوح… (أف 2: 22) “لِهذا أَجْثو على رُكبَتَيَّ لِلآب… وأَسألُه أَن يَهَبَ لَكم، على مِقدارِ سَعَةِ مجْدِه، أَن تَشتَدُّوا بِروحِه، لِيَقْوى فيكمُ الإنسانُ الباطِن، وأَن يُقيمَ المسيحُ في قُلوبِكم بالإيمان” (أف 3: 14+16-17). فالرُّوح القدس يوقظ والإيمان يستقبل سُكنى الرّب يسوع في القلب. وبالتالي، لا يحلّ الرُّوح مكان الرّب يسوع في النفس، إنّما يؤمّن هذا المكان للمسيح.

إذًا، فإنّ الرُّوح القدس يتكرّم بأن يأتي إلينا لكي بمجيئه، يستطيع الرّب يسوع المسيح أن يأتي إلينا، ليس بالجسد أم بشكل مرئي، إنّما بأن يحلّ في قلوبنا. وهكذا يكون حاضرًا وغائبًا في الوقت نفسه؛ غائب لأنّه ترك الأرض؛ وحاضر لأنّه لم يترك النفس الأمينة؛ أو، كما قال بنفسه: “بعدَ قَليلٍ لَن يَراني العالَم. أمّا أنتُم فسَتَرونَني” (يو 14: 19).

‫شاهد أيضًا‬

الرّجاء في زمن الحرب

الأب الياس كرم : يبقى الرّجاء السّمة الأساسية في قلوب وعقول اللبنانيين أمام هذه الضّيقة ال…