نوفمبر 22, 2019

البطريرك الرّاعي يصلّي على نيّة استقلال لبنان – بكركي

البطريرك الرّاعي يصلّي على نيّة استقلال لبنان – بكركي

رفع البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرّاعي الصّلاة مساء يوم الخميس 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، على نيّة استقلال لبنان خلال ساعة السجود أمام القربان المقدّس التي أقامها في كنيسة الصّرح البطريركيّ في بكركي.

وفي تأمّله الرّوحيّ عشيّة عيد الاستقلال قال: “بسجودنا اليوم أمام القربان المقدّس ليلة عيد استقلال لبنان، وفي الليلة التي يتوافد فيها المؤمنون إلى عنايا للصّلاة أمام ضريح القدّيس شربل في الثّاني والعشرين من كلّ شهر، نصلّي ونسجد أمام الرّبّ يسوع على نيّة لبنان، لبنان المستقلّ أيّ لبنان صاحب قراره بنفسه.

فالاستقلال وسيادة الدّولة يكمّلان بعضهما، ومعروف أن الأزمة التي نعيشها اليوم بالنّسبة إلى تأليف الحكومة هي مشكلة سيادة في القرار ومشكلة استقلال كامل.

فسنة 1943 يوم كان الاستقلال النّاجز وخروج كلّ الجيوش الأجنبيّة وبخاصّة الجيش الفرنسيّ، كان الميثاق الوطنيّ الذي قال لا للشّرق ولا للغرب، يعني أن يكون لبنان غير مرتبط في قراره بأيّ بلد، إنّما يكون سيّد قراره، ولديه سيادته واستقلاليته، وهكذا انطلقت الدّولة اللبنانيّة.

ولكن مع الأسف ومع الوقت حصل الانحراف، وراح كلّ فريق يرتبط بدولة معيّنة وهذا ما عثّر مسيرة لبنان. لذلك نحن نصلّي من أجل أن يكون الاستقلال ناجزًا بكل مفاهيمه وأن تكون سيادة الوطن كاملة. نلتمس ذلك من أمّنا مريم العذراء وشفاعتها، نلتمسه من الرّبّ يسوع الحاضر معنا في سرّ القربان والمكرّم بكنائسنا كلّها خاصّة في لبنان، البلد الذي عاشت فيه المسيحيّة عمق مسيحيّتها ونلتمس شفاعة مار شربل مع كلّ النّاس الذين يتوجهون غدًا إلى عنايا.

فكونوا على ثقة أن مار شربل والقدّيسين الجدد أبناء لبنان لن يتخلّوا عنه وهذا إيماننا ورجاؤنا ولا يمكن أن يتركوا لبنان يسقط ولو كنّا على وشك السّقوط، فالمسيح لم يسقط فحسب إنّما مات وقام من الموت وهو قادر على إنهاضنا من قعر الوادي.”

وإختتم البطريرك الرّاعي: “نصلّي من أجل استقلال لبنان الكامل وسيادته الكاملة كي يستمرّ بتأدية رسالته في الشّرق وهو صاحب رسالة في هذا العالم.

إن الصّعوبات ستزيدنا محبّة للبنان، وهذا ما نشهده ونشاهده في قلوب وعلى وجوه شبابنا وصبايانا الذين يقومون بالحراك المدنيّ ومطلبهم أن يسلم لبنان وأن يستعيد قراره وقوّته، وهذا ما يعطيهم القوّة والفرح في تحرّكهم. لقد حضر الكثير من اللّبنانيّين من خارج لبنان لأن هذا الحراك حرّك محبّة لبنان في قلوبهم وقد رأوا في المتظاهرين وجه لبنان الحقيقيّ.

نحن نصلّي كي تستمر هذه الانتفاضة بشكل سلميّ وحضاريّ وقوّتها تكمن بمقدار ما هي سلميّة وحضاريّة.”   

‫شاهد أيضًا‬

البابا فرنسيس: الإصغاء هو جوهر التحاور في الروح القدس والتمييز والسينودسية

البابا فرنسيس: الإصغاء هو جوهر التحاور في الروح القدس والتمييز والسينودسية – Vatican…