السبت من الأسبوع السابع بعد عيد الصليب
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس ١٤ ١ ٥ ١٣ ١٤ ٢٠ ٢٦
يا إِخوَتِي، إِسْعَوا إِلى المَحَبَّة، وٱطْمَحُوا إِلى المَوَاهِبِ الرُّوحِيَّة، ولا سِيَّمَا النُّبُوءَة.
فَٱلَّذي يَتَكَلَّمُ بِالأَلْسُنِ لا يُكَلِّمُ النَّاسَ بَلِ الله، ولا أَحَدَ يَفْهَمُهُ، لأَنَّهُ يَقُولُ بِالرُّوحِ أَشْيَاءَ خَفِيَّة.
وأَمَّا الَّذي يَتَنَبَّأُ فهوَ يُكَلِّمُ النَّاسَ كَلامَ بُنْيَانٍ وتَشْجِيعٍ وتَعْزِيَة.
فَٱلَّذي يَتَكَلَّمُ بِالأَلْسُنِ يَبْنِي نَفْسَهُ، وأَمَّا الَّذي يَتَنَبَّأُ فَيَبْنِي الكَنِيسَة.
إِنِّي أَوَدُّ أَنْ تتَكَلَّمُوا جَمِيعُكُم بِالأَلْسُن، ولكِنْ بِالأَحْرَى أَنْ تَتَنَبَّأُوا، لأَنَّ الَّذي يَتَنَبَّأُ أَعْظَمُ مِنَ الَّذي يَتَكَلَّمُ بِالأَلْسُن، إِلاَّ إِذَا كَانَ المُتَكَلِّمُ يُتَرْجِم، لِكَي تُبْنَى الكَنِيسَة.
لِذلِكَ يَجِبُ عَلى الَّذي يَتَكَلَّمُ بِالأَلْسُنِ أَنْ يُصَلِّيَ لِكَي يَنَالَ مَوهِبَةَ التَّرْجَمَة.
فَإِنْ كُنْتُ أُصَلِّي بِالأَلْسُنِ فَرُوحِي تُصَلِّي، أَمَّا عَقْلِي فلا يَجْنِي ثَمَرًا.
أَيُّهَا الإِخْوَة، لا تَكُونُوا أَوْلادًا في تَفْكِيرِكُم، بَلْ كُونُوا أَطْفَالاً في الشَّرّ، ورَاشِدِينَ في التَّفْكِير.
فَمَاذَا إِذًا، أَيُّهَا الإِخْوَة؟ عِنْدَمَا تَجْتَمِعُون، ويَكُونُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُم تَرْنِيمَة، أَو تَعْلِيم، أَوْ وَحْيٌ، أَوْ تَكَلُّمٌ بِالأَلْسُن، أَوْ تَرْجَمَةٌ لِلأَلْسُن، فَلْيَكُنْ كُلُّ شَيءٍ لِلبُنْيَان.
إنجيل القدّيس متّى ٢١ : ٣٣ – ٤٦
قالَ الرَبُّ يَسوع لِلأَحبارِ وشُيوُخِ الشَعب: «إِسْمَعُوا مَثَلاً آخَر: كَانَ رَجُلٌ رَبَّ بَيت. فَغَرَسَ كَرْمًا، وسَيَّجَهُ، وحَفَرَ فيهِ مَعْصَرَة، وبَنَى بُرجًا، ثُمَّ أَجَّرَهُ إِلى كَرَّامِين، وسَافَر.
ولَمَّا ٱقْتَرَبَ وَقْتُ الثَّمَر، أَرْسَلَ عَبِيْدَهُ إِلى الكَرَّامِيْن، لِيَأْتُوهُ بِثَمَرِهِ.
وقَبَضَ الكَرَّامُونَ على عَبِيدِهِ فَضَرَبُوا بَعْضًا، وقَتَلُوا بَعْضًا، ورَجَمُوا بَعْضًا.
وعَادَ رَبُّ الكَرْمِ فَأَرْسَلَ عَبِيدًا آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِين، فَفَعَلُوا بِهِم مَا فَعَلُوهُ بِالأَوَّلِين.
وفي آخِرِ الأَمْرِ أَرْسَلَ إِلَيْهِم رَبُّ الكَرْمِ ٱبْنَهُ قَائِلاً: سَيَهَابُونَ ٱبْنِي!
ورَأَى الكَرَّامُونَ الٱبْنَ فَقَالُوا فيمَا بَينَهُم: هذَا هُوَ الوَارِث! تَعَالَوا نَقْتُلُهُ، ونَسْتَولي على مِيرَاثِهِ.
فَقَبَضُوا عَلَيه، وأَخْرَجُوهُ مِنَ الكَرْم، وقَتَلُوه.
فَمَتَى جَاءَ رَبُّ الكَرْم، مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولئِكَ الكَرَّامِين؟».
قَالُوا لَهُ: «إِنَّهُ سَيُهْلِكُ أُولئِكَ الأَشْرَارَ شَرَّ هَلاك. ثُمَّ يُؤَجِّرُ الكَرْمَ إِلى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُؤَدُّونَ إِلَيهِ الثَّمَرَ في أَوانِهِ».
قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَمَا قَرَأْتُم في الكِتَاب: أَلحَجَرُ الَّذي رَذَلَهُ البَنَّاؤُونَ هُوَ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَة، مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ كَانَ هذَا، وهُوَ عَجِيبٌ في عُيُونِنَا؟
لِذلِكَ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُم، ويُعْطَى لأُمَّةٍ تُثْمِرُ ثَمَرَهُ.
فَمَنْ وَقَعَ عَلى هذَا الحَجَرِ تَهَشَّم، ومَنْ وَقَعَ الحَجَرُ عَلَيهِ سَحَقَهُ».
ولَمَّا سَمِعَ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَ يَسُوع، أَدْرَكُوا أَنَّهُ كَانَ يَعْنِيهِم بِكَلامِهِ.
فَحَاوَلُوا أَنْ يُمْسِكُوه، ولكِنَّهُم خَافُوا مِنَ الجُمُوعِ الَّذينَ كَانُوا يَعْتَبِرونَهُ نَبِيًّا.
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)
القدّيس مكسيمُس الطورينيّ (؟ – نحو 420)، أسقف
عظة في عيد القدّيس قبريانس
«إِنَّ مَلكوتَ اللهِ سَيُنزَعُ مِنْكُم، ويُعطى أُمَّةً تجعَلهُ يُخرِج ثَمَرَهُ»
يقول إشعيا النبيّ: “إنَّ كَرمَ رَبِّ القواتِ هو بَيت إِسْرائيل” (إش 5: 7). وهذا البيت، هو نحن…، وبما أنّنا إسرائيل، فنحن الكرم. لننتبه جيّدًا إذن لئلاّ ينبت من أغصاننا، بدلاً من عنب الوداعة، عنبُ السخط (راجع رؤ 14: 19)، لئلاّ يُقال لنا…: “انتَظَرتُ أَن يُثمِرَ عِنبًا فأَثمَرَ حِصرِمًا بَرِّيًّا” (إش 5: 4).
يا لَلأرض الناكرة الجميل! الأرض الّتي كان يجب أن تقدّم لسيّدها ثمار الوداعة، طعنته بأشواكها الحادّة. كذلك أعداؤه الّذين كان ينبغي أن يستقبلوا المخلّص بكامل تقوى إيمانهم، كلّلوه بأشواك الآلام. بالنسبة إليهم، كان هذا الإكليل يعني الاحتقار والإهانة، ولكن بنظر الربّ، كان إكليل الفضائل… انتبهوا، يا إخوتي، لئلاّ يُقال عنكم: “انتَظَرَ أَن يُثمِرَ عِنبًا فأَثمَرَ حِصرِمًا بَرِّيًّا” (إش 5: 2)… لنحذر ألاّ تجرح أعمالُنا السيّئة رأسَ الربّ مثل الأشواك. هناك أشواك القلب قد جرحت حتّى كلمة الله، كما يقول الربّ في الإنجيل عندما يروي أنّ حَبّ الزارع “وقع بَعضُه الآخَرُ على الشَّوك فارتفعَ الشَّوكُ فخَنقَه”. (مت 13: 7)…
فاسهروا إذن لئلاّ يُنبت كَرْمُكم أشواكًا بدلاً من العنب؛ وألاّ يُنتج حصادُكم خلاًّ بدلاً من الخمر. فمن يحصد محصوله دون أن يوزّع منه على الفقراء، يحصل على الخلّ بدل العنب؛ ومَن يحصد محصوله دون أن يوزّع منه على المحتاجين، لا يضع جانبًا ثمرة الصدقات، بل أشواك الجشَع.
شرّ بوزن دمعة طفلٍ جائع، تأمل للأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأرض المقدسة
موقع الفاتيكان نيوز أمام معاناة وآلام الأرض المقدسة والشرق الأوسط جراء الحرب الدائرة كتب ن…