ديسمبر 21, 2022

دائرة الاتصالات تنظم لقاءً حول الكرازة في العالم الرقمي

دائرة الاتصالات تنظم لقاءً حول الكرازة في العالم الرقمي

موقع الفاتيكان نيوز

القيام بالرسالة الموكلة إلينا بفضل نعمة الله وعطية الروح القدس، هذا ما تمحورت حوله مداخلات المشاركين في لقاء نظمته الدائرة الفاتيكانية للاتصالات حول إعلان يسوع في زمننا الذي تطبعه الثقافة الرقمية.

نظمت الدائرة الفاتيكانية للاتصالات السبت 17 كانون الأول ديسمبر لقاء بعنوان “الكنيسة تصغي إليك”، وقد شارك فيه عبر الشبكة عدد كبير من الشباب المكرِّزين عبر وسائل العالم الرقمي. وفي تقديمه لهذه المبادرة تحدث أمين سر دائرة الاتصالات المطران لوسيو رويس عن القارة الرقمية فقال إنها فسحة يتوجه إلهيا الكثير من الرجال والنساء ومن بينهم من لم يعرف يسوع بعد. وتابع إنها مكان يصعب فيه في حالات كثيرة العثور على الحق والصلاح، ولهذا علينا الوصول إلى المسيح بشهاداتنا وكلماتنا زارعين الرجاء وذلك بلغة سهلة الفهم كي يتمكن مَن لم يعرف يسوع بعد من التعرف عليه. وأراد المطران رويس في مقدمة اللقاء التشديد على ضرورة عدم نسيان كلمات البابا فرنسيس حول المشاركة في المسيرة السينودسية، وبالتالي حول كنيسة في خروج والتوجه إلى الضواحي الوجودية والقيام بالرسالة بشكل ابداعي وبدون خوف، مع أخذ بعين الاعتبار أنه من الأفضل أن نُجرح خلال الرسالة على البقاء بلا حراك ومنغلقين على الذات.

هذا ومن بين المشاركين في اللقاء المطران رينو فيزيكيلا من دائرة الكرازة والذي تحدث، وانطلاقا من دعوة النبي إرميا، عن كيفية أن نصبح نحن اليوم شهودا لمحبة الله في هذا الزمن الذي تطبعه الثقافة الرقمية. وقال إن النبي ليس مَن يتنبأ بالمستقبل، يمكنه في بعض اللحظات أن يمارس هذا البعد أيضا إلا أن هذا ليس عمل النبي الأساسي. النبي، وكما جاء في سفر إرميا، هو شخص كُلف بواجب إعلان كلمة الله وإبقائها حية. وتابع المطران فيزيكيلا متوقفا عند واجب النبي أن يصغي، ولكي يتم هذا فهناك حاجة إلى الصمت الذي يسمح باستقبال صوت الله. وفي سياق حديثه عن الصمت ذكَّر بما جاء في سفر الملوك الأول حول النبي إيليا “بعد الزلزلة نار ولم يكن الرب في النار وبعد النار صوت منخفض خفيف، فلما سمع ايليا لف وجهه بردائه وخرج ووقف في باب المغارة”. وتابع المطران فيزيكيلا أن إيليا قد أدرك انه أمام الله الذي لم يكن في النار أو الزلزال، بل في الصمت. وتحدث بالتالي عن أننا جميعا مدعوون إلى القيام بالرسالة التي يوكلها إلينا الله، ولنَعلمْ أن الله يوفر لكل منا الأدوات للاستجابة إلى هذه الدعوة. ثم أشار المطران فيزيكيلا إلى كلمة وصفها بالأساسية في حياة الإيمان توضح بأفضل شكل هذا الوضع، ألا وهي النعمة. فالنعمة تشير إلى حياة الروح القدس التي تقدَّم لنا للتمكن من تأدية الواجب الموكل إلينا. وشدد على ضرورة تفادي الخوف من أن يدخل الله حياتنا، فحين لا ندعه يدخل فلن يمكننا أن نقوم بالاتصال ولا يمكننا الدخول في علاقة مع أحد.

   

انطلق من جانبه خلال مشاركته في هذا اللقاء عميد الدائرة الفاتيكانية للاتصالات باولو روفيني من اقتراب الاحتفال بالميلاد المجيد ليتحدث عن يسوع وحياته. وأراد التذكير في هذا السياق بكلمات للكاردينال كارلو ماريا مارتيني حين تحدث عن موت يسوع فقال إنه قد تم في قبر يسوع ليلة الفصح أكثر أفعال الاتصالات جذرية في تاريخ البشرية، حيث نقل الروح القدس إلى جسد يسوع قوة الله، وهكذا أخبر البشرية كلها بذلك فاتحا الطريق أمام كل تواصل حقيقي، حقيقي لأنه يتضمن هبة الذات متجاوزا غموض الاتصالات البشرية. وتابع عميد الدائرة الفاتيكانية أن الاتصال هو في المقام الأول ما فعل الآب ليسوع، وما يفعل لكل رجل وامرأة، ثم ما نفعل نحن أحدنا للآخر على مثال هذا التواصل الإلهي. وتابع أن الروح القدس الذي نتلقاه بفضل موت يسوع وقيامته، والذي يجعلنا نعيش محاكين يسوع، يزرع فينا صفات مثل تكريس الذات والمحبة إزاء الآخرين، صفات تُذكرنا بالكلمة المتجسد. وواصل روفيني أنه في الكنيسة أيضا الاتصالات هي تبادل بين القلوب بنعمة الروح القدس، وبالتالي فإن ما يطبع هذه الاتصالات هو الثقة المتبادلة والصدق، فهم الآخر والرحمة. وختم عميد الدائرة الفاتيكانية للاتصالات مؤكدا أن بإمكاننا معا أن نشكل شبكة من الشهود الواعين بالفرق بين الروح القدس الذي يوحدنا، والتكنولوجيا التي لا تستوعب المحبة التي فيها يكمن كل شيء.      

‫شاهد أيضًا‬

الرّجاء في زمن الحرب

الأب الياس كرم : يبقى الرّجاء السّمة الأساسية في قلوب وعقول اللبنانيين أمام هذه الضّيقة ال…