يناير 18, 2024

رسالة البابا فرنسيس إلى المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس بسويسرا

رسالة البابا فرنسيس إلى المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس بسويسرا

موقع الفاتيكان نيوز

البابا فرنسيس بعث برسالة إلى مشاركي المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، حيث يجتمع قادة من مختلف الدول لمناقشة قضايا المناخ والحروب والاقتصاد والتكنولوجيا. المنتدى يجمع موفدين من 120 بلدًا، بما في ذلك 60 رئيس دولة وحكومة. يتناول المشاركون في المنتدى قضايا هامة تتعلق بالتحديات العالمية.

الرسالة البابوية التي وجهها البابا فرنسيس إلى رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي تعبر عن قلق البابا إزاء انعدام الاستقرار العالمي. يؤكد البابا على ضرورة توجيه الإرادة السياسية وتعزيز التعاون في المنتدى، الذي يُعتبر مناسبة لرسخ الالتزام المتعدد الأطراف في بناء عالم أفضل. يعبر عن أمله في أن تركز المناقشات على تعزيز التلاحم الاجتماعي والأخوة لمواجهة التحديات الراهنة.

البابا فرنسيس أكد في رسالته أن العالم اليوم يشهد تمزقًا ومعاناة لملايين الأشخاص، خاصة بسبب الصراعات المستمرة والحروب. أشار إلى أن الحروب الحديثة لا تقتصر على المعارك والمقاتلين، بل تظهر عدم وجود تمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، مما يعني استهداف السكان المدنيين بشكل مباشر.

في هذا السياق، أوضح البابا فرنسيس أن تحقيق السلام الذي يتطلع إليه الشعوب يتطلب العدالة، ولا يمكن أن يقتصر على التخلي عن أدوات الحرب. أشار إلى ضرورة مواجهة الظلم الذي يكون غالبًا وراء الصراعات، خاصة فيما يتعلق بمشكلة الجوع التي تعاني منها مناطق متعددة في العالم. كما أبان عن قلقه إزاء استغلال الموارد الطبيعية الذي يخدم قلة ويترك الغالبية في حالة فقر، وأوضح مشكلة استغلال العمل للرجال والنساء والأطفال، الذين يُجبرون على العمل بأجور زهيدة، مما يمنعهم من التقدم الشخصي والنمو المهني.

في جزء آخر من رسالته، تناول البابا فرنسيس ظاهرة العولمة وأشار إلى التبعات التي أظهرتها بشكل واضح، مؤكدًا على اعتماد الأمم والشعوب على بعضها البعض. أبرز أهمية إدراك البعد الأخلاقي في النقاشات الاقتصادية والثقافية والسياسية والدينية حول مستقبل المجتمع الدولي. دعا إلى ضرورة عمل الدول والشركات على تطوير نماذج للعولمة تكون بعيدة النظر وسليمة خلقيًا، مع التوجه نحو تحقيق الخير العام للعائلة البشرية. وأعطى اهتمامًا خاصًا لمحاربة الفقر وتحسين أوضاع الذين يعيشون في هشاشة.

في سياق الشؤون المالية والأعمال، أكد البابا على أهمية عدم قيادة الشركات من خلال منطق البحث عن الربح المادي فقط، بل يجب أن تتمتع بمعايير أخلاقية رفيعة. خاصة عندما يتعلق الأمر بالبلدان ذات النمو المنخفض. شدد على أن هذه المقاربة ضرورية لتحقيق هدف التنمية البشرية المتكاملة في إطار التضامن.

في متابعة رسالته، أشار البابا فرنسيس إلى الحاجة إلى نشاط سياسي دولي يهدف إلى تحقيق السلام العالمي والنمو الأصيل. أكد أن تحقيق هذا الهدف يتطلب جهدًا من قبل المنظمات الدولية، نظرًا لأنه يتجاوز قدرات الدول بمفردها. دعا أيضًا إلى ضمان حق جميع الأفراد في المشاركة في عملية التنمية هذه.

في ختام رسالته، نوّه البابا بالمسؤوليات الأخلاقية التي يتحملها المشاركون في المنتدى الاقتصادي العالمي في التصدي لظاهرة الفقر، من خلال تحقيق نمو متكامل يعود بالفائدة على جميع الأفراد ويعزز التعايش السلمي بين الشعوب. أكد أن هذا يمثل التحدي الأكبر الذي نواجهه اليوم، وتمنى أن تحقق أعمال المنتدى نجاحًا، وابتهل لجميع المشاركين بأن يتسلموا فضل البركات الإلهية.

‫شاهد أيضًا‬

غانا: كبار رؤساء الرهبانيّات في “مسيرة الصلاة البيئيّة” بشأن التعدين غير القانونيّ

تيلي لوميار/ نورسات قدّمت أبرشيّة أكرا في غانا ورؤساء الجمعيّات الرهبانيّة في البلاد التما…