عن أربعاء رتبة القنديل…

إنّنا في أربعاء الآلام, الأربعاء هذا لا يشبه أيّ يوم آخر، هو يعكس يوم رتبة القنديل التي تخبّئ رموزًا عديدة ومعانيَ سامية… ولكلّ من غاب إدراكه عن معنى هذه المناسبة، ها هو تفصيل دقيق لرمزها المبارك.

هي رتبة تبريك الزّيت التي يقوم بها الكاهن بمباركة الرّوح القدس بهدف مسح المرضى. كانت، قديمًا، حالات المرض في الرّعايا، تستوجب استدعاء الكاهن لسبعة كهنة آخرين أو ثلاثة كحدّ أدنى، للاحتفال برتبة القنديل إلى جانب المريض في رسالة تبثّ التّعزية وطلب الشّفاء. إذ إنّ الكنيسة كانت ترفض أن يحتفل الكاهن وحده بهذه الرّتبة، إلّا في أربعاء الآلام الذي عُرف أيضًا بإسم “أربعاء أيّوب”.

فما هي عناصر رتبة القنديل في هذا اليوم المبارك وما هي رموزها؟

القنديل مؤلّف من عجينة تخترقها سبع فتائل وتطوف على كميّة من الزّيت. هذه العجينة ترمز إلى جسد أيّوب المريض، والزّيت إلى بحر المراحم، والفتائل إلى عطايا الرّوح السّبعة التي تُساعد المريض على احتمال مرضه.

أمّا إشعال الفتائل فيمثّل نزول الرّوح القدس كالنّار الآكلة على الزّيت.

وأثناء الرّتبة، يقوم الكاهن بوضع اليد والدّهن بالزّيت ويترافق مع قوله للمؤمن أنّ ذلك لصحّة نفسه وجسده: “لِغُفرانِ ذُنوبِكَ وَتَركِ خَطاياك وَصِحَّةِ جَسَدِكَ وَنَفْسِكَ”…