يونيو 27, 2024

قداساً إحتفالياً لمناسبة اليوبيل الفضّي للخوري جان صعب في كنيسة السيّدة ترأسه سيادة المطران يوسف سويف

ترأس سيادة المطران يوسف سويف، رئيس أساقفة أبرشيّة طرابلس المارونيّة السامي الاحترام قداساً إحتفالياً لمناسبة اليوبيل الفضّي للخوري جان صعب في كنيسة السيّدة – أرده وذلك يوم السبت 22 حزيران 2024. عاون سيادته النائب الأسقفي الخاص لشؤون الكهنة المونسينيور سايد مرون مع لفيف من رؤساء الاديار وكهنة رعايا الجوار.

في بداية الاحتفال رحب الخوري صعب بصاحب السيادة والحضور الكرام، واكمل: بعد خمس وعشرين سنة أقف هنا إلى جانب مذبح الرب، مذبح الكلمة المتجسدة، مذبح الحب، مذبح الخلق الدائم. أقف متأملاً أبحث عن عبارات وكلمات أصف بها سر الكهنوت، فأجد نفسي عاجزاً عن وصف هذا السر سر الحب الأعظم. أقف مصغياً متأملاً فلا أجد الاّ الصمت، والصمت سر وفي قلب السر يتكون المعنى. فاصمت أيها الكاهن وانحنِ خاشعاً أمام الحب اللامتناهي واترك الروح يذهب بك ويدخلك في لحظة تكوّن السر. ومع الذبيحة الإلهية أبدأ مسيرة جديدة ويوبيلاً جديداً.
وبعد الانجيل المقدس شكر سيادته الله على سنوات خدمة الخوري صعب، معبرا عن اشتراكه بالروح مع العائلة على الارض وفي السماء. معتبرا أنها فرصة لكل الموجودين لتجديد كهنوتهم أمام الرب، وعن ثقة سيادته بأن كل الكهنة يرافقون المحتفى به بالصلاة. ذاكرا المرحوم المونسينيور بطرس جبور الذي كان يفرح عندما يساله سيادته عن تعيين الخوري جان صعب في رعية أرده.

أكمل سيادته: الكهنوت، كما قلتُ لكم وهذا لآهوتنا، وإيماننا المسيحيّ، نحن كمعمّدين ومعمّدات نولد كهنة من جرن المعمودية، فكاهن وكهنوت ليس فقط كاهن للمذبح، بل كل رجل وإمرأة تعمّدوا بيسوع المسيح وُلدوا كهنة للمسيح… الرب يدعو ويُعطي مواهب ويُعطي نِعَم، للبعض أعطاهم موهبة أن يكونوا رسلاً والبعض الآخر أن يكونوا معلّمين، والبعض الآخر أن يكونوا مبشّرين، والبعض الآخر أن ينطقوا بالألسنة وإلى آخره وإلى آخره، يعني من شعب الله ربّنا يُعطي لكل إنسان نعمة وموهبة ودعوة مميّزة.

لذلك بهذه المناسبة الكهنوتيّة، الذي نحن نعيشه بحياتنا المسيحيّة ليس صدفة ، الرب يعمل بالأُطر الإجتماعيّة والإنسانية ولكن عندما الكنيسة، خاصةً بشخص الأُسقف تطلب من شخص معيّن أن يؤدّي رسالة هذا يعني أنّ هذا نداء الرب لهذا الإنسان حتى يحقّق من خلال خدمته، يحقّق دعوته الكهنوتيّة. الرب دعا الرسل، والرسل بوضع اليد وضعوا أياديهم حتى يطلبوا حلول الروح القدس على هؤلاء الرجال الذين قالوا: نعم يا ربّ نحن حاضرون أن نخدمك من خلال كلامك ومن خلال الأسرار المقدّسة، لا سيما من خلال مذبح الإفخارستيا، هذا هو الكاهن، كاهن المذبح، إذاً ننتقل من الكهنوت العام الذي كلنا إنتسبنا وإنتمينا له إلى كهنوت الإفخارستيا، إلى كهنوت الأسرار.

في سيامتي الكهنوتيّة المطران جبير رحمه الله، قال كلمة مهمة جداً ولا أنساها بحياتي : “يا جماعة تخيّلوا مجتمع، مجتمع، بيئة، مدينة، ضيعة ليس فيها كاهن لمدة خمسين سنة ماذا يحصل لها؟ ما هو مصيرها؟ يعني لا قدّاس لخمسين سنة، ولا معموديّة لخمسين سنة، ولا إعتراف لخمسين سنة، لا رتبة إكليل لخمسين سنة، لا مسحة للمرضى، لا توبة، ولا حضور في البيوت خمسين سنة ماذا يكون مصيرها؟ مصيرها قال: الوثنيّة، نحن كهنوتنا ليس منّا، الكاهن الأوحد يسوع المسيح رئيس كهنة إعترافنا، رئيس أحبار إعترافنا، نحن دُعينا بإسم يسوع حتى نكون خدّام، كاهن يعني خادم.

شو يعني خادم؟ خادم، تعرفون كلمة خادم اليوم: تعالى يا خادم، إذهب يا خادم، نحن خَدَمَة، نحن خدمة وكل مرّة لا نبقى واعين أنّنا خدّام، خدّام شعب الله، تطلع فينا القصة هنا، فنفتكر حالنا، تعرفون نحن بدلتنا وكل الإطار الطقسي الذي نعيشه، أحياناً يُدّوخنا عندما نكون بعيدين عن الرب، فنفتكر حالنا نحن الزعماء، نحن المرجعيّات، نحن الكلمة الأولى والأخيرة، بدوننا لا يتم شيء هذه أكبر تجربة لكاهن المسيح ولكهنوت المسيح.

وأضاف: ما هو دور الكاهن بحياة هذا الإنسان الروحية والنفسيّة والإجتماعيّة، والعائليّة، أجمل شيء بجسد المسيح هو أن يكون واحداً فيه تنوّع مواهب والذي يضمن الوحدة بقلب الرعية إذا لم يكن الكاهن؟

نُصلّي لأبونا جان وكلنا بحاجة للصلاة. أكثر إنسان بحاجة للصلاة في الأبرشيّة هو المطران لأنّ الصليب ثقيل، والتجارب كثيرة والتحدّيات أكبر. الكاهن يجب أن يذهب وينطلق إلى العالم، إلى رعيّته، وكونوا حكماء كالحيّات هناك حكمة وودعاء كالحمام، نشغّل العقل ونُشغّل القلب.

أبونا جان أشكر الرب عليك بعد 25 سنة عشتها بالكهنوت وإلى 25 سنة وبعدها 25 سنة وإلى سنين عديدة يا أبتي تعيش فيها بالمحبة، بالتضحية، بالعطاء، وإلى أين نرسلك تنجح، كما يقول المثل: (كيف ما من تزتّوا بيجي واقف).

وختم سيادته نشكر الرب عليك لأنّ عندك حكمة وعندك وداعة، عندك التواصل المُحب مع الناس، عندك همّ رعيّتك الذي تحمله كل يوم على المذبح عندما تحمل القربان، أعطينا يا رب كهنة قدّيسين. آمين.

‫شاهد أيضًا‬

برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان

برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان يقوم قداسة …