أكتوبر 24, 2022

لماذا أذهب الى القداس ان كنت استطيع أن أصلي في البيت؟

نقلاً عن الإيمان الأرثوذكسي المستقيم

مسبحة القربان الأقدس المعبود

لماذا أذهب الى القداس الالهي ان كنت استطيع أن أصلي في البيت ؟

طبعاً نستطيع ان نصلي في بيتنا او بمفردنا، لا بل يجب علينا ذلك. نستطيع ان نصلي في بيتنا ولكن لا نستطيع ان نتناول في بيتنا، ولا نستطيع ان نشارك في المائدة ولا في الذبيحة .

كذلك لا نستطيع المشاركة في كأس المسيح لا كأس جسده ولا كأس دمه . ايضاً لا نستطيع المشاركة في وحدة الكأس، وخاصة ان المسيح قال وطلب منا في اربع جمل متتالية ان نأكل جسده ونشرب دمه (يوحنا 6: 53 – 56) وقال المسيح ايضاً لتلاميذه : اصنعوا هذا لذكري . طلب منهم ان يصنعوا (اي ان يأكلوا ويشربوا ). لا ان يتذكروا، والقداس اسمه قداس وليس صلاة. انه قداس (لأنه يجرى فيه تقديس الخبز والخمر) . الخبز يتحول الى جسد المسيح والخمر يتحول الى دمه .

(ونحن البشر نتقدس ونصبح قديسين عندما نأخذ جسد المسيح ودمه . (القدسات للقديسين) هكذا يقال في القداس قبل المناولة ، القدسات هي جسد المسيح ودمه . في النهاية القداس هو ذبيحة ومائدة ، ان نستجيب حين يدعونا الملك الى مائدته افلا نستجيب عندما يدعونا الرب الى مائدته وخاصة ان مائدته هي جسده ودمه . بل ذاته يقدمها لنا في الجسد والدم تحت شكل الخبز والخمر .

بعد المناولة يصبح جميع المتناولين واحداً في المسيح ، يصبح جميع المتناولين جسداً واحداً رأسه المسيح ، هذه هي وحدة الكأس .

كذلك هناك التعليم والوعظ في القداس : الرسالة، الانجيل، وشرح الانجيل.

الذي لا يذهب الى القداس هو الذي لا يعرف ما هو القداس. الذي يذهب الى القداس ولا يتناول يفعل كالذي يذهب مدعواً الى مأدبة غداء ولا يجلس ولا يأكل من المائدة .

صحيح ان الانسان لا يستحق جسد ودم المسيح، ولكن الرب بنعمته ومحبته يؤهلنا ان نتناول وذلك بعد ان نكون قد اتممنا التحضير بتوبة عميقة .

الكنيسة هي الشعب المؤمن، وليست الجدران والحجارة وبيت الله مقدس وله احترامه، وهو وحده الذي جعل المسيح يحمل سوطا ً ليطرد به التجار من بيت الله بعد ان قلب موائدهم.

اذن ليس القداس مسرحية نحضرها “تعالوا نحضر قداس او نسمعه” “انا رايح اسمع قداس” بل ذبيحة نشارك في اقامتها ومائدة نتقدس بها “انا اذهب الى القداس لأتقدس”.

هذا من جهة القداس، واما من جهة الصلاة فالسيد المسيح قال: كلما اجتمع اثنان او اكثر باسمي اكون بينهم ، وكذلك ان جميع الاحداث التي ادت الى انشاء الكنيسة (الجماعة المسيحية) حدثت عندما كان المؤمنون مجتمعين سويا ً يصلون ، حلّ الروح القدس على الرسل عندما اجتمعوا سويا ً في قلب واحد يصلون. واكبر النجاحات التي احرزتها الكنيسة حدثت نتيجة الصلوات المشتركة.

الصلاة في بدايتها مناجاة فردية لله. وفي أعماقها وجوهرها وهدفها هي شركة المؤمنين ووحدتهم بالله وانصهارهم فيه.

‫شاهد أيضًا‬

برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان

برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان يقوم قداسة …