فبراير 28, 2022

البابا فرنسيس يجدّد نداءه للسّلام في أوكرانيا ودعوته للصّلاة والصّوم يوم الأربعاء على هذه النّيّة

البابا فرنسيس يجدّد نداءه للسّلام في أوكرانيا ودعوته للصّلاة والصّوم يوم الأربعاء على هذه النّيّة

أطلق البابا فرنسيس نداءً جديدًا من أجل السّلام في أوكرانيا، داعيًا إلى وقف لغة السّلاح والعمل على بناء السّلام وإلى فتح ممرّات إنسانيّة أمام اللّاجئين.

نداء البابا هذا جاء في ختام صلاة التّبشير الملائكيّ ظهر الأحد، إذ قال: “أيّها الأخوة والأخوات الأعزّاء، إنّنا نشهد منذ أيّام مأساة جديدة سبّبت خضّة لدينا ألا وهي الحرب.

لقد صلّينا مرّات كثيرة كي لا يتمّ سلوك هذه الدّرب. ولن نتوقّف عن الكلام وعن التّضرّع إلى الله بزخم أكبر. ولهذا السّبب أودّ أن أجدّد دعوتي للجميع من أجل المشاركة وفي الثّاني من آذار مارس المقبل، أربعاء الرّماد، بيوم صلاة وصوم على نيّة السّلام في أوكرانيا. إنّه يوم يسمح لنا بالاقتراب من معاناة الشّعب الأوكرانيّ، كي نشعر أنّنا جميعنا أخوة وكي نطلب من الله نهاية الحرب.

إنّ من يخوض الحرب ينسى الإنسانيّة، لا يخاطب النّاس، ولا ينظر إلى الحياة الملموسة للأشخاص، بل يضع مصالحه الخاصّة والسّلطة قبل كلّ اعتبار آخر. إنّه يتوكل على منطق الأسلحة، الشّرّير والشّاذّ، الّذي هو بعيد كلّ البعد عن رغبة الله. إنّه يبتعد عن الأشخاص العاديّين، الّذين يريدون السّلام، وهؤلاء الأشخاص العاديّون هم الضّحايا في كلّ صراع ويدفعون ثمن جنون الحرب… أفكّر بالمسنّين، وبالأشخاص الباحثين عن ملجأ لهم خلال هذه السّاعات، وبالأمّهات الهاربات مع أبنائهنّ. إنّ هؤلاء هم أخوة وأخوات، لا بدّ أن نفتح لهم ممرّات إنسانيّة وأن نستضيفهم.”

وتحدّث البابا فرنسيس عن الألم الّذي يعتصر قلبه حيال ما يجري في أوكرانيا، من دون أن ينسى الحروب الدّائرة في مناطق أخرى حول العالم، شأن اليمن وسوريا وأثيوبيا. وقال: “لتسكت الأسلحة! فالله يقف إلى جانب صانعي السّلام، لا من يستخدمون العنف. لأنّ من يحبّ السّلام- كما يقول الدّستور الإيطاليّ- ينبذ الحرب كأداة للتّعدّي على حرّيّات الشّعوب الأخرى، وكوسيلة لحلّ الخلافات الدّوليّة.”

وكان البابا قبيل صلاة التّبشير الملائكيّ قد توجّه إلى الحجّاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة الفاتيكان، ملقيًا كلمة تحدّث فيها عن أهمّيّة تنقية النّظر والكلام، قائلاً بحسب “فاتيكان نيوز”:

“إنّ الرّبّ يسوع يدعونا في إنجيل اليوم إلى التّفكير بنظرنا وبكلامنا. فالرّبّ يحذّرنا من خطر النّظر إلى القشّة في عين أخينا وعدم رؤية الجذع في عيننا، وهذا ما يحصل عندما نكون متنبّهين لأخطاء الآخرين، تلك الأخطاء الصّغيرة كالقشّة، ونغضّ الطّرف عن أخطائنا أو نقلّل من شأنها.

فالرّبّ يسوع يقول لنا إنّنا نجد دومًا سببًا لإلقاء اللّوم على الآخرين ولتبرير أنفسنا. وأحيانًا كثيرة نتذمّر حيال الأمور الّتي لا تجري على ما يرام في المجتمع والكنيسة والعالم، دون أن نقوم بفحص ضمير، ونسعى إلى تغيير ذواتنا. لأنّه بهذه الطّريقة يكون نظرنا أعمى، وإذا كنّا عميان لا نستطيع أن نكون قدوة ومعلّمين للآخرين. لأنّ الأعمى لا يستطيع أن يقود أعمى آخر، كما يقول الرّبّ.

إنّ الرّبّ يدعونا إلى تنقية نظرنا، ويطلب منّا قبل كلّ شيء أن ننظر إلى داخلنا، لنقرّ ببؤسنا. لأنّه إن لم نتمكّن من رؤية أخطائنا، سنميل دومًا إلى تعظيم أخطاء الآخرين. وإذا اعترفنا بأخطائنا يُفتح أمامنا باب الرّحمة. وبعد النّظر إلى داخلنا يدعونا الرّبّ للنّظر إلى الآخرين، كما ينظر إليهم هو نفسه، إذ لا يرى الشّرّ بل الخير، لأنّ الله لا يرى فينا الأخطاء الّتي لا يمكن تصحيحها، بل يرى فينا أبناء يرتكبون الأخطاء.

فالله يميّز بين الشّخص وأخطائه، إنّه ينقذ الشّخص، إنّه يؤمن بالإنسان وهو مستعدّ دومًا ليغفر له. ويدعونا لأن نفعل الشّيء نفسه: أيّ عدم البحث عن الشّرّ في الآخرين بل عن الخير.

إنّ الرّبّ يسوع يدعونا إلى التّفكير بكلامنا مؤكّدًا أنّ الفم ينطق من فيض القلب. لأنّ الكلمات الّتي نستخدمها تعبّر عنّا. وأحيانا كثيرة لا نعير كلماتنا الانتباه اللّازم، ونستخدمها بطريقة سطحيّة. بيد أنّ الكلمات لها وقعها، إنّها تسمح لنا بالتّعبير عن أفكارنا ومشاعرنا، وعن مخاوفنا، وعن المشاريع الّتي نسعى إلى تحقيقها، ويمكن استخدامها لتسبيح الله ومباركة الآخرين. لكن وللأسف يمكن أن يُستخدم اللّسان لتغذية لأحكام المسبقة، ولرفع الحواجز، وللتّهجّم على الأخوّة. هذه هي النّميمة الّتي تجرح الآخرين، وتشهّر بهم وهي تجرح أكثر من السّكّين.

إنّ هذه الكلمات- وخصوصًا في الزّمن الرّقميّ الّذي نعيش فيه- تسير بسرعة، وغالبًا ما تنقل الغضب والعدائيّة، وتغذّي الأنباء المزّيفة، وتستفيد من المخاوف الجماعيّة لتنشر أفكارًا مشوّهة”.  

ودعا البابا المؤمنين إلى التّساؤل حول الكلمات الّتي يستخدمونها، “أهي كلمات تعبّر عن الانتباه والاحترام والتّفاهم والقرب والرّأفة، أم أنّها ترمي إلى تحسين صورتنا أمام الآخرين؟ أنتكلّم بوداعة أو نلوّث العالم من خلال نشر السّموم، منتقدين، متذمّرين، ومغذّين العدائيّة تجاه الآخرين؟”.

وسأل البابا في ختام كلمته العذراء مريم أن تساعد المؤمنين على تنقية النّظر والكلام.

من جهة ثانية، وبعد الصّلاة، ذكّر البابا إعلان طوباويّة الكاهن Gaetano Giménez Martín، ورفاقه الشّهداء الخمسة عشر غرانادا بإسبانيا، الّذين قُتلوا بدافع الإيمان، في سياق الاضطهادات الدّينيّة الّتي شهدتها إسبانيا في ثلاثينيّات القرن الماضي. وتمنّى أن تحرّك لدينا الشّهادةُ الّتي قدّمها تلامذة المسيح الأبطال هؤلاء الرّغبة في خدمة الإنجيل بأمانة وشجاعة.

‫شاهد أيضًا‬

“دقّوا أجراس!” ريسيتال ميلادي في بلدة بقرزلا العكارية

ريسيتال ميلادي مميز في بقرزلا العكارية: احتفالاً بميلاد الطفل يسوع شهدت بلدة بقرزلا العكار…