السبت السادس من زمن العنصرة
سفر أعمال الرسل 13 : 44 – 52
يا إِخوتي، في ٱلسَّبْتِ ٱلتَّالي، كَادَتِ ٱلمَدينَةُ كُلُّهَا تَجْتَمِعُ لِتَسْمَعَ كَلِمَةَ ٱلرَّبّ.
ورَأَى ٱليَهُودُ تِلْكَ ٱلجُمُوعَ فَٱمْتَلأُوا حَسَدًا، وأَخَذُوا يُعَارِضُونَ أَقْوَالَ بُولُسَ ويُجَدِّفُون.
فقَالَ لَهُم بُولُسُ وبَرْنَابَا بِجُرأَة: « لَكُم أَنْتُم أَوَّلاً كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُقَالَ كَلِمَةُ ٱلله. وبِمَا أَنَّكُم تَرْفُضُونَهَا وَتَحْكُمُونَ على أَنَّكُم غَيْرُ أَهْلٍ لِلْحَيَاةِ ٱلأَبَديَّة، فَهَا نَحْنُ نَتَوَجَّهُ إِلى ٱلأُمَم.
فَإِنَّ ٱلرَّبَّ هكَذا أَوْصَانَا: إِنِّي جَعَلْتُكَ نُورًا لِلأُمَم، لِتَكُونَ أَنْتَ خَلاصًا حَتَّى أَقَاصي ٱلأَرْض».
ولَمَّا سَمِعَ ٱلوَثَنِيُّونَ ذلِكَ، فَرِحُوا ومَجَّدُوا كَلِمَةَ ٱلرَّبّ، وآمَنَ جَميعُ ٱلَّذِينَ كانُوا مُعَدِّينَ لِلحَياةِ ٱلأَبَدِيَّة.
وكانَتْ كلِمَةُ ٱلرَّبِّ تَنتَشِرُ في كُلِّ تِلكَ ٱلنَّاحِية.
أَمَّا ٱليَهُودُ فحَرَّضُوا ٱلنِّسَاءَ ٱلتَّقِيَّاتِ ٱلنَّبِيلات، وأَعْيَانَ ٱلمَدينَة، وأَثَارُوا ٱضْطِهَادًا على بُولُسَ وبَرْنَابَا، وطَرَدُوهُمَا مِنْ دِيارِهِم.
فَنَفَضَا علَيْهِم غُبَارَ أَرْجُلِهِما، وذَهَبَا إِلى إِيقُونِيَة.
وكانَ ٱلتَّلامِيذُ يَمْتَلِئُونَ مِنَ ٱلفَرَحِ وٱلرُّوحِ ٱلقُدُس.
إنجيل القدّيس يوحنّا 3 : 31 – 36
أَلآتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوقَ الجَمِيع. مَنْ كَانَ مِنَ الأَرْضِ أَرْضِيٌّ هُوَ، ولُغَةَ الأَرْضِ يَتَكَلَّم. أَلآتي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الجَمِيع،
وهُوَ يَشْهَدُ بِمَا رَأَى وسَمِعَ، ولا أَحَدَ يَقْبَلُ شَهَادَتَهُ.
مَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ عَلى أَنَّ اللهَ صَادِق.
فَمَنْ أَرْسَلَهُ اللهُ يَنْطِقُ بِكَلامِ الله، وهوَ يُعْطي الرُّوحَ بِغَيْرِ حِسَاب.
أَلآبُ يُحِبُّ الٱبْنَ وقَدْ جَعَلَ في يَدِهِ كُلَّ شَيء.
مَنْ يُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ومَنْ لا يُطِيعُ الٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ غَضَبُ اللهِ يَسْتَقِرُّ عَلَيْه.
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007).
القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
الإعترافات، الجزء التاسع
«إِنَّ الَّذي يأتي مِنَ السَّماء يَشهَدُ لِما رأَى وسَمِع»
لنفترض أنّ اضطرابات الجسد سكتت في أحد ما، وصمتت كلّ أوهام الأرض والمياه والهواء، وحتّى السماوات. لنفترض أنّ النفس بذاتها صمتت وتخطّت ذاتها بعدم التفكير في نفسها: صمت أحلام الخيال. لنفترض أنّ كلّ اللغات قد سكتت في أحدٍ ما، ومعها كلّ العلامات العابرة، وأنّ كلّ شيء قد صمت، إذ إنّه بالنسبة لمَن يمكنه أن يسمع، فإنّ كلّ الأشياء تقول: “اعلموا بأنّ الربّ هو الله هو صنعنا… فانَّ الرَّبَّ صالِحٌ وللأبدِ رَحمَتُه” (مز100[99]: 3 + 5).
بناء على ما تقدّم، لنفترض أنّ كلّ الأشياء قد صمتت، لتدير أذنها نحو خالقها، وأنّه هو وحده مَن يتكلّم، ليس من خلال أعماله، إنّما من خلال ذاته، ليجعلنا نسمع كلمته بدون لغة بشريّة أو صوت ملاك أو غمام كثيف (راجع خر 19: 16) ولا من خلال مثل ملتبس. إذا كان هو الذي نحبّه في هذه الأشياء، جعلنا نسمعه من دونها… وإذا بلغ فكرنا الحكمة الأزليّة التي تبقى فوق كلّ الأشياء… ألا يكون هذا إتمامًا لهذه الكلمة: “أدخل نعيم سيّدك” (مت 25: 21)؟
الأربعاء من الأسبوع السابع بعد عيد الصليب
إنجيل القدّيس متّى 18 : 23 – 35 قالَ الرَبُّ يَسوع: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَات…