طلقة نارية كسرت صمت المنزل الذي يعيش فيه ايلي مع والدته وشقيقته في الأشرفية
المصدر: "النهار" - أسرار شبارو
قبل قراءة المقال يجب علينا جميعاً أن نعلم أن الحياة هبة منحها الله لا ينبغى أن نرفضها،
شاب جديد قرّر الرحيل الأبدي عن الواقع المزري الذي يعيشه لبنان، بطلقة نارية وضع حدّاً لحياته، وإلى البعيد غادر، تاركاً والدة مفجوعة بخسارة وحيدها، وثلاث شقيقات خسرن من كن يعتبرنه السند… هو إيلي عزرية الشاب الذي كان مُفعماً بالطاقة والطموح قبل أن يسرق منه وطنه إيمانه به، وتخنقه أزماته إلى حد فقدانه الأمل بتحسّن الوضع.
طلقة الرحيل
عند حوالي الساعة العاشرة والنصف من صباح أمس حلّت الفاجعة على عائلة عزرية، طلقة نارية كسرت صمت المنزل الذي يعيش فيه ايلي مع والدته وشقيقته في الأشرفية التي كانت في عملها كما أفادت إحدى معارفهم، شارحة: “سمعت الوالدة أزيز الرصاصة في وقت كان ابنها في غرفته، لم تتجرأ على فتح بابها لمعرفة ما جرى، ربما خشيت في قرارة نفسها أن ترى المشهد الذي لا يمكن لقلب أي أم أن يتحمّله، سارعت واتصلت بابنتها، أطلعتها على ما سمعته. فما كان من الأخيرة الا أن تواصلت مع ناطور المبنى الذي قصد المنزل، فتح الباب ليصدم بإيلي ممدداً على السرير، مشوّه الوجه، والبندقية على بطنه”. وأضافت: “لم يقترب من جثته، طلب من عنصري قوى الأمن اللذين يتواجدان أسفل المبنى المسارعة، ليتواصلا بعدها مع الجهات المعنية، فحضرت الأدلة الجنائية والإسعاف وغيرها”.
بطالة قادت إلى النهاية
قبل ستة أشهر، خسر إيلي، كما قالت جارته لـ”النهار”، وظيفته في شركة كان يعمل فيها، “أصيب بالإحباط، وبحالة نفسية دفعته إلى البقاء في غرفته طيلة الوقت، لم يكن يخرج منها أبداً، حتى الطعام كانت والدته تدخله له إلى غرفته. فبعد أن كان شاباً محباً للحياة، انقلب وضعه رأساً على عقب، لم يعد يرغب بالتحدّث مع أحد، انطوى على نفسه، إلى أن قرر الرحيل”. وتابعت: “لا يمكنني وصف حال والدته التي انهارت بعدما رأت فلذة كبدها جسداً بلا روح، مع العلم أننا منعنا شقيقته التي قدمت من عملها من رؤيته، فضلنا أن تبقى صورة إيلي الشاب الهادئ، الجميل الحكيم، آخر ما تخزّنه ذاكرتها”، موضحة أن “لايلي شقيقتين في الغربة، كانوا جميعاً عائلة سعيدة، إلى أن حلّت الأزمات على لبنان وفجعتهم”.
واعتبرت الجارة أنّ الوضع المأسوي الذي يمر علينا كلبنانيين، وعدم مبالاة السياسيين الذين يتنازعون على الحصص، والحقائب، والكراسي، كلها أسباب تقف خلف ما أقدم عليه إيلي وغيره من الشبان، وأضافت: “اليوم ووري في الثرى، زفّته عائلته إلى مثواه الأخير قبل أن تفرح بزفه إلى عروس ورؤية أولاده”.
يسوع الطبيب الشافي القدير
صلاة إلى يسوع الشافييا يسوع المسيح، الطبيب الإلهي والشافي القدير،نتقدم إليك اليوم بإيمان و…