يناير 29, 2024

الاثنين من أسبوع الأبرار والصدّيقين

الإنجيل اليومي

الرسالة إلى العبرانيّين 12 : 1 – 13

يا إخوَتِي، نَحْنُ أَيْضًا، الَّذِينَ لنَا مِثْلُ تِلْكَ السَّحَابَةِ مِنَ الشُّهُودِ المُحِيطَةِ بِنَا، فَلْنُلْقِ عَنَّا كُلَّ عِبْءٍ، والخَطِيئَةَ الَّتي تُحَاصِرُنَا، وَلْنُبَادِرْ ثَابِتِينَ إِلى الجِهَادِ المُعَدِّ لَنَا.
فَلْنَنْظُرْ إِلى رَائِدِ إِيْمَانِنَا ومُكَمِّلِهِ يَسُوع، الَّذي ٱحْتَمَلَ الصَّلِيبَ بَدَلَ الفَرَحِ المُعَدِّ لَهُ، وٱسْتَخَفَّ بِالعَار، وجَلَسَ عَن يَمِينِ عَرْشِ الله.
فتَأَمَّلُوا مَلِيًّا في ذلِكَ الَّذي ٱحْتَمَلَ مِثْلَ تِلْكَ المُقَاوَمَةِ لِشَخْصِهِ مِن قِبَلِ الخَطَأَة، لِئَلاَّ تَضْعَفُوا في نُفُوسِكُم وتَنْهَارُوا.
فَإِنَّكُم لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ في جِهَادِكُم ضِدَّ الخَطِيئَة.
ونَسِيتُم كَلامَ التَّشْجِيعِ الَّذي يُخَاطِبُكُم كَمَا يُخَاطِبُ الأَبْنَاء: «يَا بُنَيّ، لا تَرذُلْ تَأْدِيبَ الرَّبّ، ولا تَسْأَمْ تَوبِيخَهُ.
فَإِنَّ الَّذي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، ويَجْلِدُ كُلَّ ٱبْنٍ يَرْتَضِيه».
إِذًا فَٱحْتَمِلُوا تَأْدِيبَ الرَّبّ، فهوَ يُعامِلُكُم مُعَامَلَةَ الأَبْنَاء: وأَيُّ ٱبْنٍ لا يُؤَدِّبُهُ أَبُوه؟
ثُمَّ إِنَّ آباءَنَا في الجَسَدِ كانُوا يُؤَدِّبُونَنَا، فَنَخْجَلُ مِنْهُم. أَفَلا نَخْضَعُ بالأَحْرَى لأَبِي الأَروَاحِ فَنَحْيَا؟
أَمَّا إِذَا كُنتُم لا تَقْبَلُونَ التَّأْدِيب، الَّذي يَشْتَرِكُ فيهِ الجَمِيع، فَتَكُونُونَ دُخَلاءَ لا أَبْنَاء.
فأُولئِكَ كانُوا يُؤَدِّبُونَنَا لأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ كَمَا يَشَاؤُون، أَمَّا اللهُ فَيُؤَدِّبُنَا لِفَائِدَتِنَا، لِكَي نَشْتَرِكَ في قَدَاسَتِهِ.
فَكُلُّ تَأْدِيبٍ لا يَبْدُو في سَاعَتِهِ أَنَّهُ لِلفَرَحِ بَلْ لِلحُزْن، أَمَّا في مَا بَعْدُ فَيُؤتِي الَّذِينَ تَرَوَّضُوا بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ وسَلام.
لِذلِكَ قَوُّوا الأَيْدِيَ المُسْتَرْخِيَة، والرُّكَبَ الوَاهِنَة،
وٱجْعَلُوا لأَقْدَامِكُم سُبُلاً قَوِيْمَة، لِئَلاَّ يَزِيغَ العُضْوُ الأَعْرَجُ عنِ السَّبِيل، بَلْ بِالحَرِيِّ أَنْ يُشْفَى.


يا ستّي لوين رايحة بهالتلج والبرد؟


إنجيل القدّيس متّى 5 : 1 – 12

لَمَّا رأَى يَسُوعُ الجُمُوعَ صَعِدَ إِلى الجَبَل، وجَلَسَ فَدَنا مِنْهُ تَلاميذُهُ،
وفَتَحَ فاهُ يُعَلِّمُهُم قَائِلاً:
«طُوبى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوح، لأَنَّ لَهُم مَلَكُوتَ السَّمَاوَات.
طُوبى لِلْوُدَعَاء، لأَنَّهُم سَيَرِثُونَ الأَرض.
طُوبى لِلْحَزَانى، لأَنَّهُم سَيُعَزَّون.
طُوبى لِلْجِيَاعِ والعِطَاشِ إِلى البِرّ، لأَنَّهُم سَيُشْبَعُون.
طُوبى لِلْرُّحَمَاء، لأَنَّهُم سَيُرْحَمُون.
طُوبى لأَنْقِيَاءِ القُلُوب، لأَنَّهُم سَيُعَايِنُونَ الله.
طُوبى لِفَاعِلي السَّلام، لأَنَّهُم سَيُدْعَونَ أَبْناءَ الله.
طُوبى لِلْمُضْطَهَدِينَ مِنْ أَجْلِ البِرّ، لأَنَّ لَهُم مَلَكُوتَ السَّماوات.
طُوبى لَكُم إِذَا عَيَّرُوكُم وٱضْطَهَدُوكُم، وٱفْتَرَوا عَلَيْكُم كُلَّ سُوءٍ مِنْ أَجْلي.
إِفْرَحُوا وٱبْتَهِجُوا، لأَنَّ أَجْرَكُم عَظِيمٌ في السَّمَاوات، فَهكَذا ٱضْطَهَدُوا الأَنْبِيَاءَ مِنْ قَبْلِكُم.

النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)

هل تصلي أم أنك ببساطة تؤدي الصلاة؟


الطوباويّ غيريك ديغني (حوالى 1080 – 1157)، راهب سِستِرسيانيّ

عظة عن عيد جميع القدّيسين

«طوبى لأَطهارِ القُلوب فإِنَّهم يُشاهِدونَ الله»

“طوبى لأطهار القلوب لأنّهم يشاهدون الله”. يبدأ العهد الجديد بالفرح وهو مليء من النعمة الجديدة، حتى أنّه يحثّ غير المؤمن والكسول على السماع أو حتّى على العمل، مع وعد بالفرح للبؤساء وملكوت السماوات للمنفيّين ولمَن هم في حال العَوَز. يُسرّ المرء عند سماع بداية الشريعة الجديدة التي تبدأ بطالع سعيد، لأنّه منذ هذه البداية، يهب المُشرِّع كلمات الطوبى الرائعة.

ومَن تجذبه هذه الكلمات سيتنقّل من فضيلة إلى أخرى، عبر صعود الدرجات الثماني التي بنتها الكنيسة وثبّتتها في قلوبنا… لأنّ الأمر يتعلّق، كما هو واضح، بارتفاع القلوب وبتطوّر الاستحقاقات من خلال ثمان درجات من الفضائل، توصل تدريجيًّا الإنسان من أدنى إلى أعلى درجات الكمال الإنجيلي. بهذه الطريقة، سيدخل أخيرًا لرؤية الله في صهيون (راجع مز 84[83]: 8)، في هيكله الذي قال عنه النبي: “وكانَ سُلَّمُه بِثَماني دَرَجات” (حز 40: 37).

الفضيلة الأولى للمبتدئين هي التخلّي عن العالم حتى نُصبح أطهار القلوب؛ الفضيلة الثانية هي الوداعة التي بها نخضع للطاعة ونعتاد عليها؛ ثمّ الألم الذي به نندم على خطايانا أو البكاء الذي به نطلب الفضائل. نحن نتذوّقها طبعًا، حين نكون جياعًا أو عطاشًا للبرّ، أكان لنا أو لغيرنا، فنصبح مفعمين بالحماسة ضدّ الخاطئين.

لكن حتّى لا تتحوّل هكذا حماسة مندفعة إلى خطأ، تليها الرحمة التي تعدّلها؛ من خلال التمرين والممارسة، بعد أن نتعلّم كيف نكون عادلين ورحماء، قد نتمكّن من الدخول إلى مرحلة التأمّل وتنقية القلوب حتّى نتمكّن من رؤية الله.

‫شاهد أيضًا‬

الأربعاء الرابع من زمن القيامة

ترنيمة في مساء الورد يا مريم رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي 2 : 13 ̵…