ديسمبر 8, 2020

التَّنشئة المسيحيَّة بكركي – الاثنين ٧ كانون الأوّل ٢٠٢٠

FB IMG 1607423693433

التَّنشئة المسيحيَّة
بكركي – الاثنين ٧ كانون الأوّل ٢٠٢٠

كلّنا إخوة (3)

نواصل نقل الفصل الأوّل من الرسالة العامة لقداسة البابا فرنسيس بعنوان “كلّنا إخوة” (3 تشرين الأوّل 2020). موضوع هذا الفصل: “ظلال عالم مغلق”. نتناول اليوم نقطتين.
أوّلًا، التهميش العالمي (الفقرات 18-21)

  1. يوجد أجزاء من البشريّة، وكأنّ التضحية بها متاحة، بنوع من تصنيف، لصالح قطاع بشريّ يستحقّ العيش بلا حدود. هؤلاء الممكن التضحية بهم هم:
  • الفقراء والمعوّقون المعتبرون دون قيمة أساسيّة ينبغي إحترامها.
  • الأجنّة أو الأطفال الّذين لم يولدوا بعد وهم بدون فائدة اليوم.
  • المسنّون الّذين لا حاجة لهم.
    هذا الأمر يندرج في عمليّة الهدر التي تبدأ بالهدر الغذائي (الفقرة 18).
  1. يضاف إلى هذا الواقع المؤلم واللا إنساني بل واللا أخلاقي:
  • هبوط نسبة الولادات الّذي يتسبّب بشيخوخة السكان.
  • ترك المسنّين في عزلة مؤلمة.
  • استبعاد المسنّين من العناية الطبيّة أثناء جائحة كورونا، فماتوا.
    مثل هذا الأمر جرى ويجري عند موجات الحرّ.
    إنّ استبعاد المسنّين، كنفايات، وتركهم في عزلتهم ليهتمّ بهم آخرون، من دون إحاطتهم بمرافقة وُديّة من الأسرة إنّما يشوّه الأسرة ويفقرها، ويحرم الأجيال الطالعة من التواصل مع جذورهم ومن حكمة الكبار التي لا يمتلكها الشباب (الفقرة 19).
  1. يظهر هذا الإستبعاد (rejet) في أنواع مختلفة من مثل:
  • استحواذ فكرة خفض تكاليف العمالة، من دون إعتبار النتائج الخطيرة التي يتسبّب بها. فالبطالة الناتجة توسع حدود الفقر.
  • التهميش الّذي يعود فيظهر في العنصريّة الّتي تختبئ ثمّ تظهر من جديد دونما انقطاع. وهذا مخجل، إذ يبدو أن تقدّم المجتمع المزعوم ليس لا حقيقيًّا ولا مطئنًا على الدوام (الفقرة 20).
  1. ثمّة أشكال جديدة من الفقر: قواعد إقتصاديّة أثبتت فعاليّتها في عمليّة النموّ، وبالمقابل لم يتمّ الإنماء البشريّ الشامل. تزايد الغنى، وبالمقابل اللامساواة. لا يقاس الفقر بمعايير من عصور أخرى، بل يجب تحليله في سياق الإمكانيّات الراهنة في زمن تاريخيّ واقعيّ (الفقرة 21).

ثانيًا، حقوق الإنسان ليست عالميّة بشكلٍ كافٍ (الفقرات 22-24)

  1. نلاحظ في كثير من الأحيان أنّ حقوق الإنسان ليست في الواقع متساوية للجميع، فاحترامها شرط أساسيّ للتنمية الإجتماعيّة والإقتصاديّة في أيّ بلد. فعندما تُحترم كرامة الإنسان ويُعترف بحقوقه وتُحفظ، يزدهر الإبداع وروح المبادرة المتعدّدة لصالح الخير العام.
    عندما نلاحظ التناقضات في مجتمعاتنا، نتساءل إذا كانت كرامة البشر أجمعين المتساوية، والمعلنة رسميًّا منذ سبعين سنة، ما زالت معترفًا بها ومحميّة ومعزّزة في جميع الظروف؟ لكنّنا نرى في الواقع أشكالًا عديدة من الظلم في عالم اليوم، تغذّيها أنتروبولوجيّة تقلّل من قيمة الشخص البشريّ؛كما نرى ونموذجًا إقتصاديًّا قائمًا على الربح واستغلال الإنسان وتجاهله حتى قتله. ثمّ إنّ جزءًا من البشريّة يعيش في الترف، وجزءًا آخر يرى كرامته متجاهلة محتقرة أو مداسة (الفقرة 22).
  2. تنظيم المجتمعات في العالم لا يعكس أنّ النساء يتمتّعن تمامًا بذات الكرامة وذات الحقوق كما الرجال. يؤكّدون شيئًا بالكلام أمّا القرارات والواقع فيكشفان أمرًا آخر. وكم من نسوة يتألّمن مضاعفًا بسبب الإقصاء وسوء المعاملة والعنف، لا لأنّهنّ غالبًا ما يحرمن من وسائل الدفاع عن حقوقهنّ. (الفقرة 23).
  3. على الرغم ممّا وضع المجتمع الدوليّ من اتفاقات واستراتيجيّات هادفة إلى وضع حدّ للعبوديّة بجميع أشكالها، ما زال اليوم ملايين من الأشخاص، أطفال ورجال ونساء على إختلاف أعمارهم، يُحرمون الحريّة، ويُرغمون على العيش في ظروف مشابهة للعبوديّة. ذلك أنّ مفهومًا للإنسان يقبل إمكانيّة معاملته كغرض (objet). هذا الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله يُحرم من حريّته بواسطة الخداع والإكراه الجسديّ أو النفسيّ، ويتحوّل إلى سلعة، ويصبح مجرّد سلعة لأحدهم، ويُعامَل كأداة لا كغاية.
  • تكنولوجيا معلوماتيّة حديثة تستدرج شبّانًا ويافعين في أنحاء العالم. من أشكال العبوديّة الحديثة أيضًا:
  • تُخضع المرأة ثمّ تُجبر على الإجهاض.
  • إختطاف الأشخاص بهدف بيع أعضائهم.
    هذا الإتجار بالأشخاص وسواه من أشكال العبوديّة يتحوّل إلى مشكلة عالميّة تتطلّب جديّة وعملًا مشتركًا وشاملًا ومنظّمًا بشبكات تنسيقيّة للقضاء على هذه الظاهرة (الفقرة 24).

‫شاهد أيضًا‬

البابا فرنسيس يكتب توطئة كتاب جديد للكاهن لوتشو بونورا حول البابا بيوس العاشر

البابا فرنسيس يكتب توطئة كتاب جديد للكاهن لوتشو بونورا حول البابا بيوس العاشر – Vati…