الخوري يوحنا-فؤاد فهد: قبل ما نعمل “مسيرة أونلاين” بـ٢٢ الشهر يا ريت نفهم كم شغلة…

شربل... هديّة الميلاد

قبل ما نعمل “مسيرة أونلاين” بـ٢٢ الشهر يا ريت نفهم كم شغلة:

١- ما فينا نقضيها تفلّت من الإجراءات الوقائية ونقول: “القديسين بيحمونا”… هيدا مش ممكن يكون تصرف المؤمن…

٢- المسيرة، قبل ما تكون صلاة وخشوع ودعاء، هيي عبور من الحالة يلي نحن فيها لحالة أفضل… يعني إذا داخليًّا مش ناويين نفتح قلوبنا للرب حتى يشفيها… بلا المسيرة…

٣- المسيرة هيي تضامن مع جماعة مؤمنة بدها تعيش التغيير بحياتها وبسيرتها وسلوكها… أفضل تضامن بينطلب مني بهالإيام هوي لما بشتري حاجتي من الأكل والدوا (بس نتذكر شو صار قبل الإقفال العام بالمحلات)، ولما بتطلع بجاري إذا محتاج، ولما بحمي حالي وبحمي عيلتي ومجتمعي من خلال التزامي بالوقاية من كورونا…

٤- حياتنا كلها صايرة مظاهر: تياب، سيارة، سهرات، منلحق التلج لآخر الدني لنتصور… حتى منصور طاولات الأكل… يا ريت نزيح ممارساتنا الإيمانية عن المظاهر، ونعيش إيماننا بكل تواضع وصمت… المسيحيين الأوائل لما اضطهدن نيرون عاشوا مع الأموات تحت الأرض… عاشوا بالقبر عيلة وحدة… ونحن كم يوم حجر مش قادرين نعيشن عيلة وحدة ببيت بيفتلو شمس وهوا…

٥- مستحيل نكون منقرى الكتاب المقدس ومنصلي يوميًّا ومنشوف وين في قداس “أونلاين” لنشارك فيه، ونقبل عبارة “يا مار شربل خلصنا”!… الله الآب، بينا السماوي، عطانا الخلاص لما ارسل ابنو الوحيد يسوع، يلي انصلب وغسل خطايانا بدمو… شو يعني “يا مار شربل خلصنا”؟ وين الإيمان؟

بكرا ٢٢… في حجر وإقفال ومنع تجول، وما في بعنايا مسيرة… طيب سؤال: مين فيه بهاليوم يطفي تلفونو نهائيًّا، ويسكر باب بيتو، ويقضي نهار حلو مع عيلتو، ويصلي هوي وأهل بيتو؟ مش ممكن تكون هالحركة مسيرة بتنقل عيلة بكاملها من حالة تشرذم (مُحتمَلة) إلى حالة وحدة؟
يعني “أونلاين” عم نشوف خبار ما بتقطع… من فترة شفت

عالفايسبوك صورة لدير عنايا بالتلج وكاتب فوقها: “شو يا ختيار؟” (انو مار شربل صار همشريتك؟)… منبقى محولين محيطنا لجهنم… منطلع على عنايا ومنحط صورة من هونيك ومنكتب فوقها: “هون السما قريبة”… السما قريبة مطرح ما منعيش بسلام ومحبة مع محيطنا… يا ريت ما نزيد المسيرة على مصايب الأونلاين… بيكفينا… يعني بعد ما نسينا نبش التراب والأحلام والقرصعنة وزياح القربان بالطوافة…
يا رب!.

بشفاعة مار شربل، حط الحب والوفاق والسلام بعيالنا…

بكل محبة
الخوري يوحنا-فؤاد فهد