سبتمبر 17, 2021

انجيل اليوم: “لا بُدَّ لا‏بنِ الإنسانِ أنْ يرتَفِـعَ”

الإنجيل اليومي

اليوم الثالث بعد عيد الصليب

إنجيل يوحنا ١٢ / ٣١ – ٣٦

  التأمل: لا بُدَّ لا‏بنِ الإنسانِ أنْ يرتَفِـعَ”

“اليومَ دَينونَةُ هذا العالَمِ. واليومَ يُطرَدُ سيِّدُ هذا العالَمِ. وأنا متى ا‏رتَفَعتُ مِنْ هذِهِ الأرضِ، جَذَبتُ إليَّ النـاسَ أجمعينَ. قالَ هذا مُشيرًا إلى الميتَةِ التي سيَمُوتُها. فأجابَهُ الجَمعُ علَّمَتْنا الشَّريعةُ أنَّ المَسيحَ يَبقى إلى الأبَدِ. فكيفَ تَقولُ لا بُدَّ لا‏بنِ الإنسانِ أنْ يرتَفِـعَ فمَنْ هوَ ا‏بنُ الإنسانِ هذا؟  فقالَ لهُم يَسوعُ سيَبقى النُّورُ مَعكُــم وقـتًا قليــلاً، فا‏مشُوا ما دامَ لكُمُ النُّورُ، لِئَلاَّ يُباغِتَكُمُ الظَّلامُ. والذي يَمشي في الظَّلامِ لا يَعرِفُ إلى أينَ يَتَّجِهُ. آمِنوا بالنُّورِ، ما دامَ لكُمُ النُّورُ، فتكونوا أبناءَ النُّورِ. وا‏بتعَدَ يَسوعُ عَنْ أنظارِهِم، بَعدَما قالَ لهُم هذا الكلامَ. “

  التأمل:” لا بُدَّ لا‏بنِ الإنسانِ أنْ يرتَفِـعَ”

اختار رؤساء اليهود الصليب ليسوع للقضاء عليه نهائيا. لان الصليب هو أداة تعذيب رهيبة اخترعها الرومان من اجل حماية امبراطوريتهم من ثورات العبيد، حيث كانوا يعلقون على مداخل روما كل عبد ثائر. لذلك دفعوا ليهوذا ثلاثين من الفضة ثمن خيانته لأن الثلاثين كانت ثمن حرية العبد.والعبد لا يحاكم محاكمة عادلة، ولا يحق لاحد الدفاع عنه، أو المطالبة بانصافه.

اختاروا الصليب كنهاية حتمية ليسوع واعترضوا عليه، فضلوه على كل وسائل التعذيب المتاحة ولا يتحملون رؤيته اليوم, رفعوا يسوع على جلجلتهم وحضروا فصول تعذيبه وشهدوا عليها ووضعوا حراسا من بني قومهم على قبره, ومن ثم مقتوا الجلجلة وأنكروها لا بل ردموها بالنفايات، ولا يطيقون حتى الان ذكرها..

لماذا تكرهون الصليب؟ ألئنكم حكمتم يسوع به ظلما وقبله راضيا؟ أو لأنه حوله من آلة العدم ونهاية كل شيء الى خشبة حياة وبداية كل شيء؟ أو لأنه رد سيوف البشرية الى غمدها, كاسرا بذلك حلقات العنف التي لا نهاية لها؟ أو لأنه غفر لكم ولنا وللبشر أجمعين الخطايا الفظيعة بحقه وبحق بعضنا البعض لأننا لا ندري ماذا نفعل؟؟

لماذا تكرهون الصليب الى الان؟ لماذا لا تطيقون رؤيته ولا تحتملون سماع اسمه؟ ألا يدعونا نحن “أمة الصليب ” الى محبتكم رغم كرهكم المستميت والمزمن لنا ولكل حملان الارض؟ ألا يدعونا الى بذل نفوسنا عن أحبائنا وأعدائنا؟ ألا يأمرنا أن نفتح قلوبنا وبيوتنا بصدق الى كل انسان؟

لماذا تخافون الصليب ؟

مع انه  في أيدينا وفي أعناقنا وفي قلوبنا ليس أداة قتل انما أداة حب وسبيل خلاص؟ هل تريدون منا أن نعاملكم بالمثل؟

هل تودون أن نتخلى عن الصليب ونحمل السيوف؟

هل يكون للبشرية مستقبل أفضل لو أننا أبطلنا الغفران وعدنا الى شريعة” السن بالسن والعين بالعين”؟

الصليب هو أن نحتمل المصائب والالام والامراض وظلم البشر، الصليب هو أن نتقاسم العيش مع اخوتنا  ونعيش بسلام وكرامة، الصليب هو أن ننتصر على ضعفنا وحقدنا وأمراضنا وعقدنا، الصليب هو أن نحب ونحب ونحب.. ألهذا الحد يزعجكم الحب؟

في كل مرة نضطهد ونظلم نقول مع آلامك يا يسوع، وفي كل مرة نصاب بمرض نقول مع آلامك يا يسوع، وفي كل مرة نشعر بالاحباط نقول مع الامك يا يسوع..في كل مرة تشتد الازمات نصرخ مع آلامك يا يسوع.. واليوم نحن مسيحيوا الشرق المتألم نقولها ملايين المرات مع آلامك يا يسوع.

آمين.

نهار مبارك

الخوري كامل كامل

‫شاهد أيضًا‬

الأربعاء الرابع من زمن القيامة

ترنيمة في مساء الورد يا مريم رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي 2 : 13 ̵…