أبريل 9, 2021

“سَلامٌ علَيكُم…”

الإنجيل اليومي

الجمعة ٩ نيسان ٢٠٢١
يوم الجمعة من اسبوع الحواريين.

” سَلامٌ علَيكُم…”

انجيل القديس لوقا ٢٤ / ٣٦ – ٤٥

“وبَينَما التِلميذانِ يتكَلَّمانِ، ظهَرَ هوَ نَفسُهُ بَينَهُم وقالَ لهُم سَلامٌ علَيكُم. فخافوا وا‏رتَعَبوا، وظَنُّوا أنَّهُم يرَونَ شَبَحًا. فقالَ لهُم ما بالُكُم مُضطَربـينَ، ولِماذا ثارَتِ الشُّكوكُ في نُفوسِكُم . أُنظُروا إلى يَدَيَّ ورِجلَيَّ، أنا هوَ. إلمِسوني وتَحَقَّقوا. الشَّبَحُ لا يكونُ لَه لَحمٌ وعَظْمٌ كما تَرونَ لي. قالَ هذا وأراهُم يَدَيهِ ورِجلَيهِ. ولكنَّهُم ظَلُّوا غَيرَ مُصدِّقِـينَ مِنْ شِدَّةِ الفرَحِ والدَّهشَةِ. فقالَ لهُم أعِندَكم طَعامٌ هُنا، فناوَلوهُ قِطعَةَ سَمَك مَشوِيّ، فأخَذَ وأكَلَ أمامَ أنظارِهِم. ثُمَّ قالَ لَهُم عِندَما كُنتُ بَعدُ مَعَكُم قُلتُ لكُم لا بُدَّ أنْ يتِمَّ لي كُلُّ ما جاءَ عنِّي في شريعةِ موسى وكُتُبِ الأنبـياءِ والمزاميرِ. ثُمَّ فتَحَ أذهانَهُم ليَفهَموا الكُتُبَ المُقَدَّسَةَ.”

التأمل: ” سَلامٌ علَيكُم…”

ليس السلام عملية “وقف اطلاق النار” وحسب، أو فض النزاع بين المتخاصمين، أو ابرام اتفاقات بين المتقاتلين، لكنه عطية مجانية من الله، نكتسبها بالجد والكد والانفتاح على حياة النعمة والاقتناع بمفهوم الرحمة.

ما الذي يسلبنا السلام الداخلي – الشخصي؟

اذا كان السلام من الله، وهو كذلك، فان عدو السلام نصنعه بايدينا وندفع ثمنه غاليا..

أليس الانفاق الزائد الذي يفوق قدراتنا ويزيد الاعباء المالية الأمر الذي يجعلنا رهينة للمصارف والشركات ..هو عدو داخلي يفقدنا السلام؟

أليست الغيرة من الأقارب والحسد بين الجيران، على تغيير أثاث المنزل.. شراء سيارة جديدة.. الثياب.. السهر.. السفر.. الاولاد.. الازواج.. الزوجات.. (أليست الغيرة) هي عدو آخر يفقدنا السلام؟
أليست اليد القابضة، التي تؤجل العطاء من يوم الى يوم، التي تجمد سخاء الانسان وتجعل منه آلة لتكديس الاموال بطريقة آلية تفقده الروح ونعمة السلام؟

أليس البحث عن “الضمانات” من خلال إدخار الاموال “للآخرة”.. أي الخوف من انفاق المدخرات قبل ” الشيخوخة” والاحتفاظ بها في المصارف.. يفقدنا فرح العطاء والسلام الداخلي؟
أليس التشكيك الدائم بالرب هو عدو ماكر يفقدنا السلام؟
“سلام جزيل لمحبي شريعتك، وليس لهم معثرة”(مزمور 119 / 165).

أليس الاعتماد الدائم على الاشخاص يرمينا في “خيبات” تفقدنا السلام؟ “ذو الرأي الممكن تحفظه سالما، لأنه عليك متوكل”(اشعيا 26 / 3).

كم نحن بحاجة الى هذا السلام، الى سلامك يا رب، الى وفرته وفيضه في النفوس والعقول والبيوت…

وعدك لنا يا رب أمين وثابت الى ابد الدهور أن تعطينا السلام
“سلاما أترك لكم، سلامي أعطيكم” عطية مجانية من عندك لا تشبه أي عطاء، لانك تعطينا بوفرة دون مقابل ودون استحقاق
“ليس كما يعطي العالم” كي لا تضطرب قلوبنا وننعم بالسلام..
“لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب” ( يوحنا 14 / 27 ). آمين.

‫شاهد أيضًا‬

يوم الجمعة الثالث من زمن القيامة

رسالة القدّيس بطرس الأولى 4 : 12 – 19 يا إخوَتِي، أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لا تَتَعَجَ…