مسيحيو الشرق الأوسط حزانى بعيد الميلاد وسط القصف المستمر بغزة
عن تقرير لـDale Gavlak لموقع OSV News – موقع ابونا
وسط قصف الجيش الإسرائيلي المستمرّ لقطاع غزة، وعلى الرغم من الإحتفالات بعيد الميلاد المجيد، يندّد رجال الدين المسيحيون في الشرق الأوسط بالهجمات على مجتمعهم المتضائل عدديًا.
قال الأب رفعت بدر مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في عمّان لموقع OSV News بخصوص الرعيّة الكاثوليكيّة الوحيدة في قطاع غزة، والواقعة في مدينة غزة: “كان ذلك من المحزن، ولكن ما يبعث على الأمل أن نرى المسيحيين يحتفلون بعيد الميلاد داخل كنيسة العائلة المقدسة لأنه لا يزال لدينا جماعة هناك”.
وأضاف الأب بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في عمّان، العاصمة الأردنيّة: “ما زال لديهم الإيمان، فهم يعلموننا أيضًا كيف يجب أن يكون عيد الميلاد دائمًا عميقًا، وبصورة روحيّة في قلوب المؤمنين، وليس بمظاهر خارجية”.
وفي إشارة إلى سبعمئة شخص يحتمون داخل الكنيسة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في تشرين الأول، قال الأب بدر: “يوجد داخل الكنيسة العديد من الجرحى ممن لا يجدون أي خدمات طبية أو دعم”.
وقال الأب بدر عن مساعد كاهن رعية العائلة المقدسة: “يقدم الأب يوسف أسعد القربان المقدس للجميع بعد القداس اليومي، وخاصة للمصابين الذين لا يستطيعون المشي. إنه يرشد الناس ويشجعهم من خلال توجيههم روحيًا ورعويًا”.
وأكد الأب بدر: “هذه مهمة عظيمة لكاهن في هذا الوقت العصيب، بحيث يبقى يواسيهم ويبلغهم أننا مازلنا نأمل أن تتوقف الهجمات وتعود الحياة إلى طبيعتها. كما ستكون هناك حاجة إلى الكثير من الجهود لإعادة إعمار غزة. لكنهم يطلبون الدعم والنجاه من الرب القدير”.
قتلت امرأتان مسيحيتان هما ناهدة خليل أنطون وابنتها سمر كمال أنطون، في 16 كانون الأول أثناء توجههما إلى الدير في مجمع الكنيسة. وقال الأب بدر: “الناس خائفون بعد ذلك، لذا فإنهم ينامون داخل الكنيسه، وليس في مكاتبها أو في المدرسة القريبة”.
لجأت سهير أنسطاس وابنتها زارا طرزي إلى كنيسة العائلة المقدّسة بغزة لمدة 42 يومًا تحت القصف. قالت أناستاس لـ :OSV News”كان الأمر مريعًا جدًا. لقد عشنا حروبًا عديدة في غزة، لكن هذه كانت الأكثر رعبًا. لم نكن متأكدين مما كان لدينا يوم آخر أم لا”.
تمتلك هاتان الامرأتان الفلسطينيتان أيضًا جوازات سفر كندية، وقلن إن كندا أخرجتهن من غزة في 14 تشرين الثاني. وقالت: “حتى مغادرتي، كان لدينا في الدير ما يكفي من الماء والغذاء لمواصلة مسيرتنا حتى الهدنة الإنسانيه. الآن، عندما أتصل بأصدقائي في الكنيسة، أجد أن الأمور هناك سيئة حقًا”.
قالت أنسطاس: “لا يبدو أن الأمر قد انتهى. لقد كان الأمر متعبًا للغاية عندما كنا هناك، والآن أصبح الخوف والتعب الذي يشعرون به ثلاثة أضعاف. أعتقدت أنني عندما أغادر سأشعر أنني بخير، لكنني في الواقع أشعر بالذنب عندما تركت الجميع خلفي”.
أعرب جلالة الملك عبدالله الثاني عن ألمه لغياب الفرح والسلام في المنطقة في عيد الميلاد هذا العام. وشهدت الحرب القاتلة بين إسرائيل وحماس لمقتل ما يزيد عن 21 ألف فلسطيني في غزة، وفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس، ولتفاقم الأوضاع الإنسانية هناك.
أتمّ الأردن عشية عيد الميلاد إنزال مواد غذائية ومساعدات إنسانية جوًا على الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل في كنيسة القديس برفيريوس، وهي أقدم كنيسة في غزة. وخلال الهدنة الإنسانية في تشرين الثاني، أنزل الجيش الأردني الطعام والماء بالمظلات على أولئك الذين لجأوا إلى كنيسة العائلة المقدسة. قال الأب بدر: “أعتقد أن الجيش الأردني كان بمثابة بابا نويل لهذا العام عندما قدّم هذه الهدايا إلى المحتاجين عشية عيد الميلاد”.
قصفت إسرائيل كنيسة القديس بورفيريوس في 19 تشرين الأول، عندما كانت تأوي مئتي فلسطيني نزحوا بسبب الحرب، مما أسفر عن مقتل ثمانية عشر شخصا، وفقًا لرجال دين.
ويدين رجال الدين الهجمات على معالم مسيحية أخرى بما في ذلك الهجوم الذي شنته القوات الإسرائيلية على دير دير ميماس التاريخي الذي يعود تاريخه إلى 600 عام في جنوبي لبنان في اليوم السابق لعشية الميلاد.
في هذه الأثناء، أصاب صاروخ مضاد للدبابات أطلقته ميليشيا حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران كنيسة القديسة مريم للروم الملكيين الكاثوليك في إقرت، شمالي إسرائيل، في 26 كانون الأول، مما أدى إلى إصابة مسيحي عربي إسرائيلي يبلغ من العمر ثمانين عامًا.
قال الكاردينال كونراد كراييفسكي، رئيس دائرة الفاتيكان المعنية بخدمة المحبة، والذي عاد إلى روما في 27 كانون الأول بعد قضاء عيد الميلاد في الأرض المقدسة، لـ :OSV News “إنه أمر لا يصدق، أنه في الأرض التي ولد فيها الرب يسوع، الذي كان عليه أن يجلب السلام والفرح إلى العالم، هناك قتال، وعنف، وكراهيه، وحرب مستمرة”.
لقد أعرب عن أسفه قائلاً: “إنّ الحرب لم تتوقف في عيد الميلاد، وهو الوقت الأكثر قدسية في السنة”.
وقال: “إن تفكيري بعد عودتي من إسرائيل وفلسطين هو أنه عندما تدخل أي مكان مقدس -مغارة المهد أو قبر السيد المسيح- فإنك تحتاج إلى الانحناء. عمودك الفقري يؤلمك، والباب ضيق ومنخفض للغاية. ولكن لسبب ما، نحن بحاجة إلى الانحناء أمام الرب، إلى التواضع، وإلى وضعه في المقام الأول. وطالما أننا لا نضع الله في المقام الأول، فإن الحروب لن تتوقف. وتلك الأبواب الضيقة هي بوابتنا إلى السلام. علينا أن ننحني أمام المعجزة، وإلا فلن نفهم ما يحدث ومتى سيتوقف ذلك. نحن بحاجة للصلاة. فالصلاة تستطيع أن تحرك الجبال”.
“دقّوا أجراس!” ريسيتال ميلادي في بلدة بقرزلا العكارية
ريسيتال ميلادي مميز في بقرزلا العكارية: احتفالاً بميلاد الطفل يسوع شهدت بلدة بقرزلا العكار…