نقاط أساسيّة لصوم مقبول!
تيلي لوميار/ نورسات - ريتا كرم
ها هو الصّوم ماضٍ ونحن ماضون معه في مسيرة الرّوح هذه. بعضنا يسيرها بعمق وبعضنا الآخر يهملها لأنّ أمور الحياة شغلته وأنهكته. ولكن لم يفت الأوان بعد من أجل التّحرّك وعيش اختبار استثنائيّ ومميّز خلال هذا الزّمن المقدّس.
إنّ الفرصة لا تزال سانحة كي نميت الإنسان الكسول في داخلنا ونحقّق ولادة جديدة تمضي بنا إلى نور القيامة ومجدها. ولمن غفلت عنه الرّكائز الأساسيّة لأجل صوم متين الأسس وعميق الرّوح ومثمر الفعل، ها هو تذكير بأبرز الخطوات الرّوحيّة الّتي يجب علينا القيام بها في زمن الصّوم.
ولعلّه من البديهيّ أن نلجأ إلى الصّوم المادّيّ أوّلاً، بحيث نمتنع عن بعض المأكولات فنتحرّر من الأمور الأرضيّة ونختبر التّجرّد زاهدين بالحياة، متسلّحين بالإرادة الطّيّبة لأجل صوم مقبول؛ وإنّما الصّوم عن الطّعام ليس كافيًا وحده لأنّه “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان”، إذ يجب أن يترافق مع أفعال إيمانيّة أخرى على رأسها الصّلاة: الصّلاة الفرديّة الّتي تساعدنا على البحث عن صوت الله والإصغاء إلى همسه بعيدًا عن ضجيج العالم وانشغالاته، والصّلاة الجماعيّة الّتي تتوّج بالمشاركة بالقدّاس الإلهيّ وتناول القربان المقدّس.
ولأنّ في الصّوم عبور من الخطيئة إلى الخلاص ومن الموت إلى الحياة، يجب استغلاله من أجل توبة حقيقيّة من خلال فحص الضّمير والعودة إلى الذّات والاعتراف بخطايانا.
ويبقى كذلك الكتاب المقدّس أهمّ رفيق لنا في مسيرتنا هذه، فكلماته تنفح فينا الإيمان والرّجاء، والثّبات والقوّة. من خلال نصوصه يخاطب الله كلّ واحد فينا ويجيب على تساؤلاته كافّة، يأخذ بيدنا ويقودنا إلى محبّة ومصالحة كلّ من فرّقتنا عنه عداوة وزرعت بيننا خلافًا وكرهًا وحقدًا.
أمّا النّقطة الأخيرة فهي الصّدقة ومشاركة ما وهبنا إيّاه الرّبّ من خيرات مع أكثر النّاس حاجة، فـ “الصّوم هو أن تكسر خبزك للجائع” بحسب ما يقول أشعيا النّبيّ.
نعم، هي نقاط سبع قادرة أن تقودنا إلى الكمال الرّوحيّ شرط أن نلتزم بها، ونجعلها دستورًا لحياتنا يبدأ في هذا الصّوم ويرافقنا حتّى يومنا الآخر.
“دقّوا أجراس!” ريسيتال ميلادي في بلدة بقرزلا العكارية
ريسيتال ميلادي مميز في بقرزلا العكارية: احتفالاً بميلاد الطفل يسوع شهدت بلدة بقرزلا العكار…