مارس 18, 2024

الاثنين السادس من الصوم الكبير

الإنجيل اليومي

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 15 : 25 – 33

يا إخوَتِي، أَنا الآنَ ذَاهِبٌ إِلى أُورَشَليمَ لأَخْدُمَ القِدِّيسِين.
فَإِنَّ المُؤْمِنينَ في مَقْدُونِيَةَ وَأَخَائِيَةَ أَحَبُّوا أَنْ يُشَارِكُوا في إِعَانَةِ الفُقَرَاءِ القِدِّيسِينَ الَّذينَ في أُورَشَليم.
أَحَبُّوا ذلِك، وهوَ دَيْنٌ عَلَيْهِم: لأَنَّهُ إِذَا كَانَ الأُمَمُ قَدْ شَارَكُوهُم في خَيْرَاتِهِمِ الرُّوحِيَّة، فَعَلى الأُمَمِ أَيْضًا أَنْ يَخْدُمُوهُم في الخَيْرَاتِ المَادِّيَّة.
فَإِذَا أَنْهَيْتُ هذَا الأَمْرَ في أُورَشَليم، وسَلَّمْتُ شَخْصِيًّا تِلْكَ الإِعَانَاتِ إِلى القِدِّيسِين، سَأَمُرُّ بِكُم ذَاهِبًا إِلى إِسْبَانِيا.
وأَعْلَمُ أَنِّي، إِذَا أَتَيْتُكُم، سآتِيكُم بِمِلْءِ بَرَكَةِ المَسِيح.
وأُنَاشِدُكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، بِرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، وبِمَحَبَّةِ الرُّوح، أَنْ تُجَاهِدُوا مَعِي في صَلَوَاتِكُم إِلى اللهِ مِنْ أَجْلِي،
لِكَي أَنْجُوَ في اليَهُودِيَّةِ مِنَ الكَافِرِين، وتَكُونَ خِدْمَتِي في أُورَشَليمَ مَقْبُولَةً لَدَى القِدِّيسِين،
فآتِيَ إِلَيْكُم مَسْرُورًا، إِنْ شَاءَ الله، وأَسْتَرِيحَ مَعَكُم.
وإِلهُ السَّلامِ يَكُونُ مَعَكُم أَجْمَعِين! آمِين.


إنجيل القدّيس يوحنّا 7 : 32 – 36

سَمِعَ الفَرِّيسَيُّونَ مَا كَانَ يَتَهَامَسُ بِهِ الجَمْعُ في شَأْنِ يَسُوع، فَأَرْسَلُوا هُمْ والأَحْبَارُ حَرَسًا لِيَقْبِضُوا عَلَيْه.
فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا مَعَكُم بَعْدُ زَمَنًا قَلِيلاً، ثُمَّ أَمْضِي إِلى مَنْ أَرْسَلَنِي.
سَتَطْلُبُونِي فَلا تَجِدُونِي، وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا».
فَقَالَ اليَهُودُ بَعْضُهُم لِبَعْض: «إِلى أَيْنَ يَنْوِي هذَا أَنْ يَذْهَب، فلا نَجِدَهُ نَحْنُ؟ هَلْ يَنْوِي الذَّهَابَ إِلى اليَهُودِ المُشَتَّتِينَ بِيْنَ اليُونَانيِّينَ، ويُعَلِّمُ اليُونَانيِّين؟
مَا هذِهِ الكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا: سَتَطْلُبُونِي فَلا تَجِدُونِي، وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا؟».

النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)

القدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 – 2005)، بابا روما

الرسالة العامة: “الغني بالمراحم” (Dives in Misericordia)، العدد 8

«أَجَل، إِنَّكُم تَعرِفونَني وتعرفونَ مِن أَينَ أَنا»

إنّ سرّ الفصح هو الرّب يسوع المسيح في قمّة الكشف عن سرّ الله الذي لا يُدرك. ويتمّ إذ ذاك، على أكمل وجه ما قيل في العليّة: “مَن رآني رأَى الآب” (يو 14: 9)، لأنّ الرّب يسوع المسيح الذي لم يشفق عليه الآب من أجل الإنسان (راجع رو 8: 32) والذي لم يحظَ في غمرة ما قاسى من آلام مبرّحة على الصليب، برحمة البشر، أظهر في قيامته ملء هذه المحبّة التي يكنّها له الآب، ومن خلاله، لجميع الناس: “وما كانَ إِلهَ أَمْوات، بل إِلهُ أَحْياء” (مر 12: 27).

وأبان الرّب يسوع المسيح بقيامته إله المحبّة الرحميّة، لأنه ارتضى الصليب طريقًا إلى القيامة. ولذا، عندما نذكر صليب الرّب يسوع المسيح وآلامه وموته يتركّز إيماننا ورجاؤنا على القائم من الأموات: على الرّب يسوع المسيح الذي “في مَساءِ ذلك اليَومِ، يومِ الأحد،… وَقَفَ بَينَهم” في العليّة، حيث كان التلاميذ… “ونَفَخَ فيهم وقالَ لَهم: خُذوا الرُّوحَ القُدُس، مَن غَفَرتُم لَهم خَطاياهم تُغفَرُ لَهم، ومَن أَمسَكتُم عليهمِ الغُفْران يُمسَكُ علَيهم” (يو 20: 19 – 23).

وها هوذا ابن الله قد أحسّ إحساسًا عميقًا، لدى قيامته، بما ظهر له من رحمة، أيّ بمحبّة الآب التي هي أقوى من الموت. وها هوذا أيضًا الرّب يسوع المسيح عينه، ابن الله الذي، عندما انتهت رسالته المسيحانيّة وحتّى بعد انتهائها، أظهر ذاته ينبوعًا للرحمة التي لا تنضب وللمحبّة عينها التي – على ما يدلّ عليه فيما بعد تاريخ الخلاص في الكنيسة – لا بدّ من أن تبقى أقوى من الخطيئة.

‫شاهد أيضًا‬

عيد مار يعقوب بن زبدى الرسول

دور الأهل في دعم الأولاد عيد مار يعقوب بن زبدى الرسول 4 : 9 – 16 يا إخوَتِي، إِنِّي …