هل نحسن “التألّم”؟
عيد القديسة تريز الطفل يسوع في 1 تشرين الأوّل
عندما خلقنا الله أعطانا أكبر قدر ممكن من الحرية والشجاعة.
لم ” يلعبها ” السيد بأمان … ففي صنعنا ، ذهب إلى حد منحنا حريةً حتى هو لن يعبث بها .
عمل محفوف بالمخاطر ! لكن نفهمه… ف كأب و مربٍ صالح يفضل المخاطرة بدلاً من السيطرة، والتسامح أمام الإساءة في استخدام الحرية بدلاً من الارتباط بروبوتات تجهل المحبة.
يُنظر إلى الله على أنه صامت لأنه يسمح للحرية البشرية أن تكون…
لكن الله في النهاية يستطيع أن يستخرج حتى من شرورنا خيراً، وهو ليس بعاجز أمام سوء بشريتنا :
هكذا يعلمنا تاريخ إيماننا !
أمام تعقيدات حياتنا و من حولنا ننظر منذهلين من الصفات التي وضعها الله فينا . أحرار لدرجة أننا نلعب دوره ونسمح لأنفسنا أن نضع للحياة حداً …. ولكن! لا ينبغي أن ننسى تلك القدرة التي زرعها فينا أيضاً : أن نتشكل على صورة محبته و نملأ الدنيا قداسةً!
مذهلة تلك النعمة التي تسلّحنا في وجه مرارة آلامنا و جراحنا و خيباتنا … لا تعطينا أملاً كاذباً بل صبراً جميلاً يرتكز على الرجاء بأن يخرج الخير منتصراً؛ فلا نتحول من متألمين مجروحين الى متسلطين جارحين… معلوم : وحده الزجاج المكسور يجرح.
اليوم، وسط صلباننا ، نذكر القديسة تريزيا الطفل يسوع و الوجه الأقدس. وفي عيدها، نعيد كلماتها : ” متألمين؟
نعم … بل كثيراً ! فعلّنا نحسن التألم!”
هناك تعبير رائع للأب رولهايزر يقول فيه :
” أن الأمور لكانت أكثر بساطة لو جعلنا الله ساعات سويسرية – مضبوطة بشكل رائع للإيقاعات المحددة مسبقًا ، بدون فوضى ، ولا خطيئة ، ولا شر ، في جمال الكريستال المثالي. ولكن أنذاك لن يكون هناك أي حب أو حرية أو إبداع أو معنى. لا ، لقد وضعنا الله على مفترق طرق ونفخ فينا حرية إلهية تجعلنا قادرين حتى على القتل ولكن أيضاً على الاستشهاد….”
اليوم، فوق آلامنا و نيران الأحقاد التي حولنا هل “نحسن التألم؟”
حبذا… فنختار أن نكون شهوداً للمحبة حتى الإستشهاد!
الخميس من أسبوع البيان ليوسف
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 11 : 25 – 36 يا إخوَتِي، لا أُرِيدُ، أَيُّهَا الإِخْ…