ديسمبر 15, 2024

أحد البيان ليوسف

الإنجيل اليومي

سفر أشعيا ٧ : ١٠ – ١٥

عَادَ الرَّبُّ فَكلَّم آحَازَ قائلًا:
«سَلْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِن عِند الرَّبِّ إِلَهِكَ، سَلهْا إمّا في العُمْقِ وإمّا في العَلاءِ مِن فَوْقُ».
فَقَالَ آحَازُ: «لاَ أَسْألُ وَلاَ أُجَرِّبُ الرَّبَّ».
فَقَالَ أشعيا: «إسْمَعُوا يَا بَيْتَ دَاوُدَ. أقَلِيلٌ عِندَكُمْ أَنْ تُسئمُوا النَّاسَ حَتَّى تُسْئِمُوا إِلَهِي أَيْضًا؟
فلذلك يؤتيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: «هَا إن الصبِّية تَحْمِلُ فَتَلِدُ ٱبْنًا وَتَدْعُو ٱسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ.
يأكُلُ لبنًا حليبًا وَعَسَلًا إلى أَن يعَرِفَ أَنْ يَرْذُلَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ.»

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس ٣ : ١ – ١٣

يا إِخوَتِي، أَنَا بُولُس، أَسِيرَ المَسيحِ يَسُوعَ مِنْ أَجْلِكُم، أَيُّهَا الأُمَم…
إِنْ كُنْتُم قَدْ سَمِعْتُم بِتَدْبِيرِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي مِنْ أَجْلِكُم،
وهوَ أَنِّي بِوَحْيٍ أُطْلِعْتُ على السِرّ، كَمَا كَتَبْتُ إِلَيكُم بإِيْجَازٍ مِنْ قَبْل،
حِينَئِذٍ يُمْكِنُكُم، إِذَا قَرَأْتُمْ ذلِكَ، أَنْ تُدْرِكُوا فَهْمِي لِسِرِّ المَسِيح،
هذَا السِّرِّ الَّذي لَمْ يُعْرَفْ عِنْدَ بَنِي البَشَرِ في الأَجْيَالِ الغَابِرَة، كَمَا أُعْلِنَ الآنَ بِالرُّوحِ لِرُسُلِهِ القِدِّيسِينَ والأَنْبِيَاء،
وهُوَ أَنَّ الأُمَمَ هُم، في المَسِيحِ يَسُوع، شُرَكَاءُ لَنَا في المِيرَاثِ والجَسَدِ والوَعْد، بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيل،
ألَّذي صِرْتُ خَادِمًا لَهُ، بِحَسَبِ هِبَةِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي بِفِعْلِ قُدْرَتِهِ؛
لي أَنَا، أَصْغَرِ القِدِّيسِينَ جَمِيعًا، وُهِبَتْ هذِهِ النِّعْمَة، وهِيَ أَنْ أُبَشِّرَ الأُمَمَ بِغِنَى المَسِيحِ الَّذي لا يُسْتَقْصى،
وأَنْ أُوضِحَ لِلجَمِيعِ مَا هُوَ تَدْبِيرُ السِّرِّ المَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ في اللهِ الَّذي خَلَقَ كُلَّ شَيء،
لِكَي تُعْرَفَ الآنَ مِن خِلالِ الكَنِيسَة، لَدَى الرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِينِ في السَّمَاوات، حِكْمَةُ اللهِ المُتَنَوِّعَة،
بِحَسَبِ قَصْدِهِ الأَزَلِيِّ الَّذي حَقَّقَهُ في المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا،
الَّذي لَنَا فيهِ، أَيْ بِالإِيْمَانِ بِهِ، الوُصُولُ بِجُرْأَةٍ وثِقَةٍ إِلى الله.
لِذَلِكَ أَسْأَلُكُم أَنْ لا تَضْعُفَ عَزِيْمَتُكُم بِسَبَبِ الضِّيقَاتِ الَّتي أُعَانِيهَا مِنْ أَجْلِكُم: إِنَّهَا مَجْدٌ لَكُم!

إنجيل القدّيس متّى ١ : ١٨ – ٢٥

أَمَّا مِيلادُ يَسُوعَ المَسِيحِ فَكانَ هكَذَا: لَمَّا كانَتْ أُمُّهُ مَرْيَمُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُف، وقَبْلَ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا، وُجِدَتْ حَامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس.
ولَمَّا كَانَ يُوسُفُ رَجُلُها بَارًّا، ولا يُرِيدُ أَنْ يُشَهِّرَ بِهَا، قَرَّرَ أَنْ يُطَلِّقَهَا سِرًّا.
ومَا إِنْ فَكَّرَ في هذَا حَتَّى تَرَاءَى لَهُ مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلْمِ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ بنَ دَاوُد، لا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ ٱمْرَأَتَكَ، فَٱلمَوْلُودُ فِيهَا إِنَّمَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس.
وسَوْفَ تَلِدُ ٱبْنًا، فَسَمِّهِ يَسُوع، لأَنَّهُ هُوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُم».
وحَدَثَ هذَا كُلُّهُ لِيَتِمَّ مَا قَالَهُ الرَّبُّ بِالنَّبِيّ:
هَا إِنَّ العَذْرَاءَ تَحْمِلُ وتَلِدُ ٱبْنًا، ويُدْعَى ٱسْمُهُ عِمَّانُوئِيل، أَي ٱللهُ مَعَنَا.
ولَمَّا قَامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْم، فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاكُ الرَّبِّ وأَخَذَ ٱمْرَأَتَهُ.
ولَمْ يَعْرِفْهَا، فَوَلَدَتِ ٱبْنًا، وسَمَّاهُ يَسُوع.

النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)

القدّيس كلود دو لا كولومبيار (1641 – 1682)، راهب يسوعيّ

المديح الأوّل للقدّيس يوسف

«يا يُوسُفَ ابنَ داود، لا تَخَفْ أَن تَأتِيَ بِامرَأَتِكَ مَريمَ إِلى بَيتِكَ»

لا نعرف إلا القليل القليل عن حياة القدّيس يوسف. فالإنجيل لا يروي إلا ثلاثة أو أربعة من أفعاله؛ وقد لاحظ مؤلّفٌ قديمٌ أننا لا نجد فيه كلمة واحدة له. لرُبّما…أراد الرُّوح القدس من خلال ذلك التوكيد لنا على صمت القدّيس يوسف وتواضعه، وحبّه للوحدة والحياة الخفيّة. مهما كان من أمر، لنا في ذلك خسارة كبيرة.

ولو سمح الرّب أن ندرك تفصيل حياة هذا القدّيس العظيم، لوجدنا من دون شك أمثلة جميلة، وقواعد جميلة، خاصة للذين يعيشون في حالة الزواج… إنّ حياة القدّيس يوسف كلّها يمكن أن تُقسم إلى جزأين: الأوّل هو الذي سبق زواجه؛ والثاني هو الذي تَبِعَه. لا نعرف شيئا مطلقا عن الأوّل ولا نعرف إلا أشياء قليلة عن الثاني. ومع ذلك أُأَكِّد أن الواحد والآخر كانا في غاية القداسة: الأوّل بما أنّه تُوِّج بزواج مُفيد إلى حد بعيد؛ والثاني كان أكثر قداسة بما أنّه جرى برمّته ضمن هذا الزواج…

يا للفائدة التي اكتسبها القدّيس يوسف على مدى سنوات وسنوات من أحاديث تناولها مع العذراء القدّيسة على وجه شبه مستمر!… لا أشك البتّة بأنّ حتى صمت مريم كان مُنوِّرًا للغاية والنّظر إليها كاف للشعور بالميل إلى حب الله واحتقار كلّ شيء آخر.

ولكن يا لأحاديثِ نفسٍ أقام الرُّوح القدس فيها، وسكب الله ملء النِّعم فيها، وقد نبضت بالحب أكثر من السيرافيم كافة! يا للنار التي كانت تخرج من هذا الفمّ عندما كان يفتح لينطق بمشاعر قلبها! يا للبرودة ويا للجليد اللّذين لا بدّ أن بدّدتهما هذه النار! يا للأثر الذي أحدثته بيوسف هو من كان يحوي على كمّ من الاستعداد إلى الالتهاب!… هذه النار الهائلة القادرة على إضرام الأرض كلّها لم يكن لديها إلاّ قلب يوسف لتُحمّيه وتلتهمه خلال عدد كبير كهذا من السنين… إنِ اعتقَدَت أن قلب القدّيس يوسف جزء من قلبها، فيا لِحرصها، الذي لا بدّ منه، على إلهابه بحبّ الله!

‫شاهد أيضًا‬

فضّول دشّن كنيسة مار مارون- أكرا وأعلنها مقامًا يوبيليًّا

تيلي لوميار/ نورسات ترأّس راعي أبرشيّة سيّدة البشارة المارونيّة في أفريقيا الغربيّة والوسط…