أكتوبر 26, 2021

إنجيل اليوم:”لأنَّ هذا الشَّعبَ تحَجَّرَ قلبُهُ، فسَدُّوا آذانَهُم وأغْمَضوا عُيونَهُم…”

الإنجيل اليومي

الثلاثاء من الاسبوع السادس بعد عيد الصليب

” لأنَّ هذا الشَّعبَ تحَجَّرَ قلبُهُ، فسَدُّوا آذانَهُم وأغْمَضوا عُيونَهُم…”

انجيل القديس متى ١٣ / ١٠ – ١٧

” فدَنا مِنهُ تلاميذُهُ وقالوا لَه لِماذا تُخاطِبُهُم بالأمثالِ . فأجابَهُم أنتُمُ أُعطيتُم أنْ تعرِفوا أسرارَ مَلكوتِ السَّماواتِ، وأمّا هُم فما أُعطُوا. لأنَّ مَنْ كانَ لَه شيءٌ، يُزادُ فيَفيضُ. ومَنْ لا شيءَ لَه، يُؤخَذُ مِنهُ حتى الَّذي لَه. وأنا أُخاطِبُهُم بالأمثالِ لأنَّهُم يَنظُرونَ فلا يُبصِرونَ، ويُصغونَ فلا يَسمَعونَ ولا يَفهَمونَ. ففيهِم تَتِمُّ نُبوءةُ إشَعْيا :”مَهما سَمِعتُم لا تَفهَمونَ، ومَهما نَظَرْتُم لا تُبصِرونَ.

لأنَّ هذا الشَّعبَ تحَجَّرَ قلبُهُ، فسَدُّوا آذانَهُم وأغْمَضوا عُيونَهُم، لِـئلاَّ يُبصِروا بِعُيونِهِم ويَسمَعوا بآذانِهِم ويَفهَموا بِقُلوبِهِم ويَتوبوا فأَشفيَهُم”. وأمّا أنتُمْ فهَنيئًا لكُم لأنَّ عيونَكُم تُبصِرُ وآذانَكُم تَسمَعُ. الحقَّ أقولُ لكُم كثيرٌ مِنَ الأنبـياءِ والأبرارِ تَمنَّوا أنْ يَرَوْا ما أنتمُ تَرَونَ فَما رأوا، وأنْ يَسمَعوا ما أنتُم تَسمَعونَ فما سَمِعوا”.

التأمل: “لأنَّ هذا الشَّعبَ تحَجَّرَ قلبُهُ، فسَدُّوا آذانَهُم وأغْمَضوا عُيونَهُم…”

بعد فترة طويلة من الحياة المشتركة والدراسة والتأمل ترك التلاميذ الثلاثة معلّمهم وانطلقوا في العالم. بعد عشر سنوات عاد التلاميذ الى معلّمهم ليخبروه بما جرى معهم، فأجلسهم بجانبه لأنه لم يعد بإمكانه الوقوف بسبب آلامه الكثيرة.

فقال الأول بكبرياء “لقد ألّفت كتباً كثيرة وبعت آلاف النُسخ”، فأجاب المعلّم “لقد ملأتَ العالم بالورق”.

وقال الثاني “لقد وعظتُ في أَشهَرِ الكنائس”، فأجابه المعلّم “لقد ملأتَ العالم كلاماً”. ثم قال الثالث “عملت الأمور التي لم يجرؤ أحد على عملها واهتميّت بالناس التي يخجل الآخرين من الاهتمام بها”، قال له المعلّم باسماً “أما أنت فقد وجدتَ الله”.

لماذا ننظر ولا نبصر؟ لماذا نصغي ولا نسمع ولا نفهم؟ ما الذي يشوش أذهاننا؟ ما الذي يعمي قلوبنا ويحجر مشاعرنا؟ أليست الكبرياء؟ التي تجعلنا نهمل صيانة قلوبنا وعقولنا وأرواحنا.

الكبرياء وحدها كفيلة بأن تجعلنا نملئ الارض أوراقا وكلاما فارغا، وننسى الاهم وهو أن نرى وجه الله في الفقير والمحتاج.

لقد قطع الله وعدا رائعا للذين يتواضعون أمامه وأمام الناس الذين يخجل بهم الاخرين:” كما أسكُنُ معَ المُنسَحِقِ والمُتواضِعِ الرُّوحِ، فأُنعِشُ أرواحَ المُتواضِعينَ وقُلوبَ المُنسَحِقينَ”.(أشعيا ١٥ / ٥٧)

أنر يا رب عيوننا كي ننظر ونبصر علامات ملكوتك في داخلنا، إفتح يا رب آذاننا كي نصغي إلى كلمتك ونسمع همساتك ونفهم مشيئتك ونعمل بها، كسّر يا رب أبواب قلوبنا وحطَّم كبريائنا، فنتوب وتشفينا ونتمتّع برؤية وجهك في الخليقة، وفي القلوب التي تنبض حبّا وتثمر ثمار الملكوت. آمين.

نهار مبارك

الخوري كامل كامل

‫شاهد أيضًا‬

بيان مشترك لبطاركة ورؤساء الكنائس في سوريا

أصدر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس يوحنّا العاشر، وبطريرك أنطاكية وسائر الم…