تاتيانا رحلت… خسارة وحيدة والديها
المصدر: النهار
تاتيانا رحلت قبل شهرين من زفافها بخلاف نكهته سياسية…ماذا تقول خالتها الاعلامية أرزة الشدياق؟
رحلت الشابة تاتيانا واكيم في غفلة، لا لسبب ارتكبته إلا لأنها في بلد لا يُقيم أيّ اعتبار لحياة الناس.
قرّرت تمضية يوم عطلة جميل مع خطيبها، لكن السلاح المتفلّت لم يسرق فقط فرحتها بل خطف حياتها، بعد وقوع إشكال في المطعم حيث كانت موجودة، فتطوّر إلى إطلاق نار لتنتهي رصاصة مشوارها على الأرض… رحلت الشابة تاتيانا واكيم في غفلة، لا لسبب ارتكبته إلا لأنها في بلد لا يُقيم أيّ اعتبار لحياة الناس.
خلاف “حزبي”؟
بالأمس، توجّهت ابنة الـ23 ربيعاً برفقة خطيبها وشقيقته، وصديقه طوني معلولي وزوجته وأولادهما الثلاثة إلى مطعم الشّير في بطحا على طريق حريصا، وفق ما روى معلولي لـ”النهار”، وهو الذي غادر المكان قبيل الحادث، فقال: “قبل عشر دقائق من وقوع الإشكال، غادرت المكان مع عائلتي، وكأن شيئاً ألهمني. فعندما تحوّلت الأجواء إلى حزبية وسياسية (شيعة وقوات لبنانية) من خلال الأغاني، بالرغم من أن المطعم تقصده عائلات، فضّلت الانسحاب من المكان والعودة إلى المنزل. كان ذلك عند الساعة السابعة والخمس دقائق مساء. وبعدها بحوالَي ربع ساعة حلّت الكارثة؛ لذلك أعتقد أن هذا هو سبب الإشكال الذي انتهى بجريمة”.
“أصابت الرصاصة قلب تاتيانا، فتمّ نقلها إلى المستشفى، وحاول الأطباء القيام بكلّ ما في وسعهم لإنعاشها لكن من دون فائدة”، وفق معلولي الذي أضاف: “أيّ شخص في المطعم كان معرّضاً للموت. فأنا مثلاً كنت أجلس إلى جانب تاتيانا، ولو بقيت لربما فارقت الروح جسدي”.
وحول تواصله مع خطيب الضحيّة أو أي شخص آخر من عائلتها بعد المصيبة، قال معلولي: “نعم، لكن لم يجب سوى والدة خطيب تاتيانا التي أطلعتني على رحيلها الأبدي”.
خسارة وحيدة والديها
وأشار معلولي إلى أن “تاتيانا وحيدة والديها على شقيقين. والدتها تعاني من وضع صحيّ خاص، وكانت ابنتها تهتمّ بها، كما أنها كانت تساعد خطيبها في محلّ الهواتف الذي يملكه. وكانت متعلّقة جداً بوالدها الذي نقشت اسمه تاتو على يدها”، وشدّد على أن “ثمننا في هذا البلد بات رصاصة. للأسف، كم باتت حياتنا رخيصة”.
خالة الضحية الإعلامية أرزة الشدياق اعتبرت في حديث لـ”النهار” أن “البلد أصبح مزرعة. كلّ مَن أراد يمكنه أن يحمل رشّاشاً ويُطلق النار، في ظل غياب تامّ للدولة”، مضيفة: “خسرت تاتيانا حياتها قبل حفل زفافها بشهرين، على مرأى من خطيبها، عندما كانت جالسة وإيّاه في المطعم. رصاصة حوّلت حياة عائلتين إلى جحيم. ماذا عساي أقول بعد هذه الفاجعة. أتمنى الصبر لنا، وأطلب من الله أن تمرّ المرحلة التي يشهدها لبنان بسلام”.
بانتظار إفادة المتورّطين
من جانبه، قال رئيس بلدية بطحا أفرام السقيّم لـ”النهار” إن “إشكالاً فرديّاً حصل في مطعم الشِّير، وتطوّر إلى الخارج، حيث أطلق أحد الأشخاص رصاصة في الهواء، وثانية باتجاه المطعم، فخرقت السَّقف، واستقرت في جسد الفتاة تاتيانا، ما أدّى إلى وفاتها على الفور”، في حين أكد مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ”النهار” أن “التحقيق مستمرّ في القضية، ولم يتم توقيف أحد حتى الآن”.
وشدّد المصدر في تعليقه على تبرير من قال بأن مطلق النار كان يسعى إلى فضّ الإشكال على أنّه “لا يمكن معرفة ذلك قبل الاستماع إلى إفادة مطلق النار والشهود والمتورّطين في الإشكال”.
الخميس من أسبوع البيان ليوسف
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 11 : 25 – 36 يا إخوَتِي، لا أُرِيدُ، أَيُّهَا الإِخْ…