عيد الطوباويّ الأخ إسطفان نعمة المعترف
رسالة القدّيس بطرس الثانية 1 : 3 – 11
يا إِخوَتي، إنَّ قُدْرَةَ يَسوعَ المَسيحِ الإِلهِيَّةَ وهَبَتْنَا كُلَّ ما يَؤُولُ إِلى الحَيَاةِ والتَّقْوى، بِمَعْرِفَتِنَا لِمَنْ دعَانَا بِمَجْدِهِ وقوَّتِه.
فَوهَبَنَا بِهِمَا أَثْمَنَ الوُعُودِ وأَعْظَمَهَا، حتَّى إِذا ما تَخَلَّصْتُم مِمَّا في العالَم مِنَ فَسَادِ الشَّهْوَة، تَصِيرُونَ شُرَكاءَ في الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّة.
فَمِنْ أَجْلِ هَذَا عَيْنِه، أُبْذُلُوا كُلَّ الجَهْدِ لِكَي تَزِيدُوا عَلى إِيْمَانِكُمُ الفَضِيلَة، وعلى الفَضِيلَةِ المَعْرِفَة،
وعلى المَعْرِفَةِ العَفَاف، وعَلى العَفَافِ الثَّبَات، وعَلى الثَّبَاتِ التَّقْوَى،
وعَلى التَّقْوَى الحُبَّ الأَخَوِيّ، وعَلى الحُبِّ الأَخَوِيِّ المَحَبَّة.
فإِنْ كَانَتْ فِيكُم هذهِ كُلُّهَا وكانَتْ وافِرَة، فإِنَّهَا لَنْ تَدَعَكُم بَطَّالِينَ بِغَيرِ ثَمَر، في معرِفَتِكُم لِرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح.
ومَنْ لَم تَكُنْ فِيه، فَهُوَ أَعْمَى قَصِيرُ النَّظَر، وقَد نَسِيَ أَنَّهُ تَطهَّرَ مِنْ خَطاياهُ القَدِيْمَة.
لذلِكَ، أَيُّهَا الإِخوَة، أُبذُلُوا الجَهْدَ بِالأَحْرَى لِكَي تُثَبِّتُوا دَعْوةَ اللهِ وٱختِيَارَهُ لَكُم. فإِنَّكُم، إِنْ فَعَلْتُم هذَا، لَنْ تَسْقُطُوا أَبَدًا.
وهكذَا يُعْطى لَكُم بِسَخَاءٍ أَنْ تَدْخُلُوا المَلَكُوتَ الأَبَدِيّ، مَلَكوتَ رَبِّنَا ومُخَلِّصِنَا يَسُوعَ المَسِيح.
إنجيل القدّيس لوقا 18 : 18 – 30
سَأَلَ يَسُوعَ أَحَدُ الرُّؤَسَاءِ قَائِلاً: «أَيُّها المُعَلِّمُ الصَّالِح، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الحَيَاةَ الأَبَدِيَّة؟».
فَقالَ لَهُ يَسُوع: «لِمَاذا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لا أَحَدَ صَالِحٌ إِلاَّ وَاحِد، هُوَ الله!
أَنْتَ تَعْرِفُ الوَصَايا: لا تَزْنِ، لا تَقْتُلْ، لا تَسْرِقْ، لا تَشْهَدْ بِالزُّور، أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ!».
قالَ الرَّجُل: «هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مَنْذُ صِبَاي».
ولَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ ذلِكَ قَالَ لَهُ: «وَاحِدَةٌ تُعْوِزُكَ: بِعْ كُلَّ مَا لَكَ، وَوَزِّعْ عَلَى الفُقَرَاء، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ في السَّمَاوَات، وَتَعَالَ ٱتْبَعْنِي!».
فَلَمَّا سَمِعَ الرَّجُلُ ذلِكَ، حَزِنَ حُزْنًا شَدِيدًا، لأَنَّهُ كانَ غَنِيًّا جِدًّا.
ورَأَى يَسُوعُ أَنَّهُ حَزِنَ فَقَال: «ما أَصْعَبَ عَلَى الأَثْرِياءِ أَنْ يَدْخُلُوا مَلَكُوتَ ٱلله.
فَإِنَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في خِرْمِ الإِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ ٱلله».
فقَالَ السَّامِعُون: «فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَخْلُص؟».
قَالَ يَسُوع: «إِنَّ غَيْرَ المُمْكِنِ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ مُمْكِنٌ عِنْدَ الله».
فقَالَ بُطْرُس: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ مَا لَنَا وَتَبِعْنَاك!».
فقالَ لَهُم: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَا مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ بَيتًا، أَوِ ٱمْرَأَةً، أَوْ إِخْوَةً، أَوْ وَالِدَيْن، أَوْ بَنِين، مِنْ أَجْلِ مَلَكُوتِ الله،
إِلاَّ وَيَأْخُذُ في هذَا الزَّمَانِ أَضْعَافًا كَثِيرَة، وفي الدَّهْرِ الآتي حَياةً أَبَدِيَّة».
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)
سيرة حياة القدّيس فرنسيس الأسيزي كما رواها ثلاثة من رفاقه
«مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفسهِ» (لو 9: 23)
ذات يوم، تقدّم أحد النبلاء واسمه برنار من فرنسيس – والّذي لم يكن قد التحق به أيّ أخ بعد – قائلاً: “يا أخي، من أجل محبّتي للربّ الّذي وهبني جميع ممتلكاتي، أُريد توزيعها بأكملها بالطريقة الّتي تراها الأنسب”. أجابه فرنسيس: “سوف نذهب غدًا إلى الكنيسة والأناجيل سوف تُرشدنا إلى الطريقة الّتي علّم بها الرّب يسوع تلاميذه”.
في صباح اليوم التالي، توجّها إذًا إلى الكنيسة يرافقهما رجل آخر يُدعى بيار كان يريد هو أيضًا أن يصبح أخًا… دخلوا لكي يصلّوا ولكن بما أنّهم كانوا يجهلون المرجع في الإنجيل حول الزهد في العالم، طلبوا من الربّ أن يتكرّم عليهم بإظهار إرادته عند فتح الإنجيل من المرّة الأولى.
ما إن انتهوا من الصلاة حتّى أخذ القدّيس فرنسيس الكتاب مغلقًا وركع أمام المذبح وفتح الإنجيل. ما إن فتحه حتّى ظهر أمام عينيه التوجيه التالي: “إِذا أَرَدتَ أَن تكونَ كامِلاً، فاذْهَبْ وبعْ أَموالَكَ وأَعْطِها الفُقَراء، فَيكونَ لكَ كَنزٌ في السَّماء، وتَعالَ فاتبَعْني” (لو 18: 22).
فرح القدّيس فرنسيس فرحًا عظيمًا وشكر الله. لكن بحكم تعبّده الحقيقي للثالوث الأقدس، أراد تثبيت الرسالة بشهادة ثلاثيّة. ففتح إذًا الكتاب ثانيةً وثالثة وقرأ في النصّ الثاني: “لا تَحمِلوا لِلطَّريقِ شَيئاً، لا عصاً ولا مِزوَداً ولا خُبزاً ولا مالاً، ولا يَكُنْ لأَحَدٍ مِنكُم قَميصان” (لو 9: 3) وفي النصّ الثالث: “مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفسهِ ويَحمِلْ صَليبَهُ كُلَّ يَومٍ ويَتبَعْني” (لو 9: 23)… فقال فرنسيس: “يا إخوة، هذه هي حياتنا وقاعدتنا وقاعدة كلّ الّذين يريدون الانضمام إلى جماعتنا. فاذهبوا وطبّقوا ما سمعتموه!” ذهب برنار، الّذي كان ثريًّا جدًّا، وباع كلّ ممتلكاته وجمع مبلغًا وافرًا من المال ووزّعه بكامله على فقراء المدينة…
ومنذ تلك الساعة، عاش الأخوة الثلاثة وفق قاعدة الإنجيل المقدّس الّذي أظهرها لهم الربّ. هذا ما قاله القدّيس فرنسيس في وصيّته: “لقد كشف لي الربّ بنفسه عن ضرورة العيش وفقًا لطريقة الإنجيل المقدّس.”
هيئة الإذاعة والتلفزة البريطانية تبث تأملاً للبابا فرنسيس تحت عنوان “رجاء ولطف”
موقع الفاتيكان نيوز بثت هيئة الإذاعة والتلفزة البريطانية “بي بي سي” صباح اليوم…