يوليو 9, 2020

كتبت ريتا كرم: بلدان تصرخ “فقرًا” فلنطرق باب “الرّحمة”

بلدان تصرخ فقرًا فلنطرق باب الرّحمة

أكثر من أيّ وقت مضى، ها هو العالم يطرق باب “الرّحمة” اليوم، فبعد أن ضرب كورونا مختلف بقاع الأرض، ها هي بلدان كثيرة تصرخ ألمًا وفقرًا وجوعًا، إذ أتى هذا الوباء وأكمل على أزماتها الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسّياسيّة والصّحّيّة.

اليوم وأكثر من أيّ وقت مضى، ها إنّ أبواب الرّحمة مفتوحة على مصراعيها، كاشفة سرّ الثّالوث القدّوس والعمل السّامي الّذي يأتي الله من خلاله للقائنا. فما هي هذه الرّحمة؟

إنّها الشّريعة الأساسيّة الّتي تسكن في قلب كلّ من ينظر بعيون صادقة إلى الأخ الّذي يلتقي به على طريق الحياة. هي الطّريق الّتي تربط الله بالبشر أنّها تفتح للقلب باب الرّجاء بأن يكون مقدّرًا رغم المحدوديّة الّتي تسبّبها لنا خطايانا. إنّها الرّحمة الإلهيّة!

واليوم، فيما العالم يغرق في أزماته، لنقم بوقفة ضمير ونراجع حساباتنا ونكتشف نموّنا في سرّ الرّحمة عبر الإجابة عن الأسئلة التّالية:

هل فكّرنا في أعمال الرّحمة الجسديّة فمددنا يد العون تجاه أخينا المحتاج أو أطعمنا الجائع؟ هل سقينا العطشان، كسينا العريان، استقبلنا الغريب، اعتنينا بالمريض، وزرنا المسجون؟

هل توقّفنا عند أعمال الرّوح فساعدنا الآخر على إيجاد الأجوبة والتّخلّص من كلّ شكوكه؟ هل ساهمنا في تعليم جاهل أو تحذير خاطئ أو تعزية محزون أو غفران إساءة؟ هل تحمّلنا شخصًا أزعجنا وصلّينا لأجله؟ هل حملنا في صلواتنا الأحياء والأموات؟

هل اختبرنا سرّ التّوبة وعظمة الرّحمة من خلال سرّ المصالحة والتمسنا السّلام الدّاخليّ؟

هل انفتحنا على الآخر من الدّيانات الأخرى وسعينا إلى أن نفهم بعضنا بشكل أفضل وأعمق؟

إنّ الوقت يمرّ ولكن لا تزال الفرصة متاحة لكلّ واحد منّا لكي نصبح رحماء كما أبينا رحوم. فلنصمت ولنصغِ إلى كلمة الله، ولنتأمّل بها ولنجعلها نمطًا لحياتنا.

لنتعلّم من قدّيسين معاصرين أعطوا من دون أيّ مقابل، فمدّوا يدهم للمحتاج والفقير في أشدّ الأزقّة فقرًا، نذكر منهم أمّ الفقراء والملاك الطّاهر الأمّ تريزا الّتي عاشت معتبرة أنّ “كلّ فعل ناجم عن المحبّة تجاه المنبوذين على هامش الحياة والفقراء، مهما جاء صغيرًا، هو مهمّ في نظر الله.”

‫شاهد أيضًا‬

بطريرك الأقباط الكاثوليك يهنئ الأمين العام المساعد الجديد لدائرة الكنائس الشرقية بالفاتيكان

بطريرك الأقباط الكاثوليك يهنئ الأمين العام المساعد الجديد لدائرة الكنائس الشرقية بالفاتيكا…