يوم الجمعة من الأسبوع الثاني بعد عيد الصليب
رؤيا القدّيس يوحنّا ٥ : ١ – ١٠
يا إِخوَتِي، رأَيْتُ في يَمِينِ ٱلجَالِسِ عَلى ٱلعَرْشِ كِتَابًا مَخْطُوطًا مِنَ ٱلدَّاخِلِ ومِنَ ٱلخَارِج، مَخْتُومًا بِسَبْعَةِ خُتُوم.
وَرأَيتُ مَلاكًا قَوِيًّا يُنَادِي بِصَوتٍ عَظِيم: «مَنْ هُوَ ٱلمُسْتَحِقُّ أَنْ يَفْتَحَ ٱلكِتَابَ ويَفُضَّ خُتُومَهُ؟».
فمَا كَانَ أَحَدٌ في ٱلسَّمَاءِ ولا عَلَى ٱلأَرْضِ ولا تَحْتَ ٱلأَرْضِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَفْتَحَ ٱلكِتَاب، ولا أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْه!
فأَخَذْتُ أَبْكي بُكَاءً كَثِيرًا، لأَنَّهُ لَمْ يُوجَدْ أَحَدٌ مُسْتَحِقًّا أَنْ يَفْتَحَ ٱلكِتَاب، ولا أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْه!
فَقَالَ لي واحِدٌ مِنَ ٱلشُّيُوخ: «كُفَّ عَنِ ٱلبُكَاء! هُوَذَا ٱلأَسَدُ ٱلَّذي مِنْ سِبْطِ يَهُوذا، أَصْلُ داوُد، قَدْ ظَفِرَ لِيَفْتَحَ ٱلكِتاَبَ وخُتُومَهُ ٱلسَّبْعَة».
ورَأَيْتُ في وَسَطِ ٱلعَرْشِ وٱلأَحْيَاءِ ٱلأَرْبَعَة، وفي وَسَطِ ٱلشُّيُوخ، حَمَلاً واقِفًا كَأَنَّهُ مَذْبُوح، لَهُ سَبْعَةُ قُرُونٍ وسَبْعُ أَعْيُن، هِيَ أَرْوَاحُ ٱللهِ ٱلسَّبْعَةُ ٱلْمُرْسَلَةُ إلى ٱلأَرْضِ كُلِّهَا،
فَأَتَى وأَخَذَ ٱلكِتابَ مِنْ يَمِينِ ٱلجَالِسِ عَلى ٱلعَرْش.
وَلَمَّا أَخَذَ ٱلكِتَاب، سَقَطَ ٱلأَحْيَاءُ ٱلأَرْبَعَةُ وٱلشُّيُوخُ ٱلأَرْبَعَةُ وٱلعِشْرُونَ أَمَامَ ٱلْحَمَل، ومَعَ كُلٍّ مِنْهُم قِيثَارَةٌ وكُؤُوسٌ مِنْ ذَهَبٍ مَلأَى بَخُورًا، هِيَ صَلَواتُ ٱلقِدِّيسِين،
وَهُم يُرَنِّمُونَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً قائِلِين: «إنَّكَ مُستَحِقٌّ أَن تَأْخُذَ ٱلكِتَاب، وتَفْتَحَ خُتُومَهُ، لأَنَّكَ ذُبِحْتَ وٱفْتَدَيْتَنَا للهِ بِدَمِكَ من كُلِّ قَبِيلةٍ وَلِسَانٍ وشَعْبٍ وأُمَّة،
وَجَعَلْتَنا لإِلهِنا مَمْلَكَةً وكَهَنَة، وَسَنَملِكُ عَلى ٱلأَرْض».
إنجيل القدّيس متّى ١٢ : ٣٨ – ٤٢
أَجَابَ بَعْضُ الكَتَبَةِ والفَرِّيِسِيِّينَ يَسوعَ قَائِلين: «يَا مُعَلِّم، نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَة».
فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «جِيْلٌ شِرِّيرٌ فَاجِرٌ يَطْلُبُ آيَة، ولَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيّ.
فكَمَا كَانَ يُونَانُ في بَطْنِ الحُوتِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وثَلاثَ لَيَال، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ في قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاثةَ أَيَّامٍ وثَلاثَ لَيَال.
رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذَا الجِيلِ ويَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان!
مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذَا الجِيلِ وتَدِينُهُ، لأَنَّهَا جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان!
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007).
الكردينال جوزف راتزنغر(بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013)
رياضة روحيّة في الفاتيكان سنة 1983
«لأَنّهم تابوا بإنذارِ يونان»
لا يرفض الرّب يسوع كلّ أنواع الآيات، لكنّه يرفض النوع الذي يطلبه “هذا الجيل”.
وعد الربّ بالآية الخاصة به وأعطاها، اليقين الصحيح الذي يتّفق مع الحقيقة التالية: “فَكَما كانَ يونانُ آيَةً لِأَهلِ نينَوى، فَكَذَلِكَ يَكونُ ٱبنُ ٱلإِنسانِ آيَةً لِهَذا ٱلجيل” (لو 11: 30).
إنّ الرّب يسوع نفسه، بشخصه وكلامه وشخصيّته الكاملة هو آية لجميع الأجيال.
إنّه جواب عميق جدًّا يجب أن نتأمّل به باستمرار. “مَن رآني رأَى الآب” (يو 14: 9)، هذا ما أكّده الربّ لفيليبّس عندما سأله: “يا ربّ، أَرِنا الآبَ وحَسْبُنا” (يو 14: 8).
نحن نريد أن نرى قبل أن نؤمن. أجابنا الرّب يسوع: “نعم، يمكنكم أن تروا”.
فمن خلال الابن، أصبحت رؤية الآب ممكنة. إنّ رؤية الرّب يسوع هي الجواب. نحصل على الآية، الحقيقة التي تبرهن عن نفسها.
وفي الواقع، أليس وجود الرّب يسوع في كلّ الأجيال هو آية عظيمة؟ أليست شخصيّته القوية جذّابة للوثنيّين ولغير المسيحيّين وللملحدين أيضًا؟
هذا التأمّل يتيح لنا الفرصة للبدء من جديد: أن نرى الرّب يسوع، وأن نتعلّم أن نراه، وهذا هو في النهاية المضمون الوحيد والكافي لأيّ رياضة: أن نرى يسوع.
فلنتأمّل يسوع من خلال كلامه الذي لا ينضب، فلنتأمّله من خلال الأسرار:
في سرّ تجسّده، وفي سرّ حياته الخفيّة، وفي سرّ حياته العلنيّة وفي السرّ الفصحيّ وفي الأسرار المقدّسة وفي تاريخ الكنيسة.
إنّ صلاة الورديّة ودرب الصليب، ما هي سوى مرشد وجدته الكنيسة في قلبها لتتعلّم “رؤية الرّب يسوع”، ولتصل إلى الجواب الذي حصل عليه أهل نينوى: التكفير عن الخطايا والتوبة.
هيئة الإذاعة والتلفزة البريطانية تبث تأملاً للبابا فرنسيس تحت عنوان “رجاء ولطف”
موقع الفاتيكان نيوز بثت هيئة الإذاعة والتلفزة البريطانية “بي بي سي” صباح اليوم…