أكتوبر 5, 2022

المطران باليا: لا يمكننا اختزال الشفاء في ممارسة تكنولوجية

المطران باليا - لا يمكننا اختزال الشفاء في ممارسة تكنولوجية

موقع الفاتيكان نيوز

مداخلتان لرئيس الأكاديمية الحبريّة للحياة المطران فينشينزو باليا في الدوحة (قطر) في إطار أعمال المنتدى الدولي السادس الذي نظمته “World Innovation Summit for Health “

الذكاء الاصطناعي، في إطار مناقشة حول الأخلاق الإسلامية والتحديات المعاصرة. صحة الطفل والهندسة الوراثية؛ هذان هما الموضوعان اللذان تناولهما المطران فينشنزو باليا رئيس الأكاديمية الحبريّة للحياة في الرابع من تشرين الأول أكتوبر، الدوحة في قطر في إطار أعمال المنتدى الدولي السادس الذي نظمته ” World Innovation Summit for Health”. “لقد سررت بشكل خاص بفرصة المشاركة في الأعمال – أوضح المطران فينشنزو باليا قبل مغادرته الدوحة – لأنه تم تأكيد التعاون المهم مع الـ ” World Innovation Summit for Health” والرئيس التنفيذي لها، الدكتورة سلطانة أفضل، في إطار تفكير أوسع حول الدور الذي يمكن أن تلعبه الأديان في مواجهة القضايا الرئيسية والابتكار التكنولوجي والصحة”.

هذا وكان رئيس الأكاديمية الحبريّة للحياة قد شارك في حلقتين للنقاش الأولى حول الأخلاق الإسلامية والذكاء الاصطناعي، في الصباح وكان له مداخلة قال فيها لقد سمعنا اليوم أيضًا كيف يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي أن تحسن الطب زمننا الحاضر والمستقبل بطريقة مدهشة. وبالتالي علينا أن نكون فخورين وممتنين. أتمنى أن يكون الاهتمام الأساسي بالإنسان حاضرًا على الدوام في الذين يهتمّون بهذا الإطار الحميمة والحساسة. ولهذا، من الضروري وجود ما لا يقل عن اهتمامين: الأول يتعلق بالعدالة: ويل في هذه الحالة إذا كانت هذه الأنظمة الفائقة الدقة والفعالة متاحة فقط لعدد قليل من المحظوظين الذين يمكنهم تحمل كلفتها. علينا أن نعمل على ضمان توفير أفضل دواء لكل مريض ومرض. أما الاهتمام الثاني فهو أنتروبولوجي. إن طب اليوم التكنولوجي المفرط ينطوي على مخاطر خلق مسافة بين الطبيب والمريض. إذ تقف الأداة التكنولوجية بين الاثنين، وتتوسط، أحيانًا بشكل مطلق، هذه العلاقة. كما قلت من قبل، نحن نفكر في ذكاء اصطناعي يضع الشخص البشري في المحور.

ويضع في قطاع الصحة، صحة المريض وصحة الطبيب في المحور. كلاهما. اسمحوا لي بمثال استقيه من الإنجيل، حيث يوجد العديد من عمليات الشفاء التي قام بها يسوع، باستثناء واحد، لقد كان يسوع يشفي فقط الأشخاص الذين كان بإمكانه أن يلمسهم ويراهم رؤيتهم شخصيًا. فهو لم يكن يشفي عن بعد: كان يريد أن يرى مرضاه، لأنَّ الشفاء هو أمر بشري، يولد من لقاء بأشخاص، ولا يمكننا اختزاله في ممارسة تكنولوجية. إنَّ أجساد البشر ليست آلات علينا أن نشفيها بكفاءة باردة. ولذلك أتمنى لجميع الأطباء الحاضرين هنا أن يستخدموا أنظمة ذكاء اصطناعي متطورة لا تجعلهم يفقدون موهبة الشفقة والرحمة.

أما المداخلة الثانية للمطران فينشنزو باليا فكانت في حلقة نقاش ثانية، تناولت موضوع صحة القاصرين في عصر البحث الجيني؛ قال فيها رئيس الأكاديمية الحبريّة للحياة بينما يركز التشخيص على البحث عن أمراض معينة لدى أفراد يُظهرون ملامح مخاطر بارزة، يتم استخدام الفحص على مجموعات أكبر، وتحليل أجزاء كبيرة من الجينوم. وتسمح المعلومات التي يتم جمعها بهذه الطريقة بتحديد المتغيرات الجينية التي تعتبر ضارة والقضاء عليها، حتى عندما لا يكون واضحًا ما إذا كان يمكن اعتبارها مَرَضيَّة فعلاً: إنه نوع من تحسين النسل الوقائي. وبالتالي نحن في إطار من الضروري أن نتنبّه فيه بوعي لعدد من الجوانب: الوضع المرتبط بالبيانات البيولوجية في الحالة الواحدة؛ بيئة الرعاية الاجتماعية التي يمكن للمريض أن يدخل فيها ويتمَّ استقباله؛ تأمّل العام حول دور علم الوراثة في الرؤية الشاملة للإنسان والجسد الاجتماعي الذي ينتمي إليه. إن المنطق الضمني للسيطرة والتشكيل لنموذج مثالي (للكمال) يخاطر بإحداث مفهوم خاطئ للحالة البشرية، كما لو كان من الممكن إزالة المحدوديّة، و”النقص”، الضعف جميه هذه الأمور التي هي ظروف جوهرية للحالة البشريّة وتتطلّب الرعاية والثقة المتبادلة.

في ضوء هذه الخلفية، يجب بعدها تقييم العناصر الموجودة في التشخيص الجيني: التكاليف والفوائد للصحة الشخصية والعامة، وطرق إدارة المعلومات، واحترام استقلالية المرضى بما يتناسب مع العمر وجميع العلاقات العائليّة.

لذلك، ومن منظور مسيحي، توكل الطبيعة للإنسان الذي لديه حرية التدخل، ولكن وفقًا لمعايير تحترم كرامة الإنسان وحقه في الحياة، وفي منطق القبول والعناية بجميع المعنيين.

‫شاهد أيضًا‬

الخميس من أسبوع البيان ليوسف

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 11 : 25 – 36 يا إخوَتِي، لا أُرِيدُ، أَيُّهَا الإِخْ…